السبت 2024-12-14 03:48 ص
 

من حافة الهاوية.. إلى ترويج النموذج

07:38 ص


لفت مسؤول دولي نظري خلال اجتماعات الربیع لصندوق النقد والبنك الدولیین إلى ضرورة أن یتغیر الخطاب الأردني الذي یخاطب العالم بالحدیث عن المصاعب والتحدیات التي تواجھ الاقتصاد الأردني، وأننا اذا لم نتلق المساعدات والدعم الدولي فإن الاقتصاد والمجتمع سیتعرضان لھزات قویة.

المسؤول ”المحب“ للأردن شدد على أن ھذا الخطاب بات من الضروري ان ینتقل للتركیز على أن الأردن قصة نجاح ویمتلك منعة اقتصادیة مكنتھ من التكیف مع ظروف اقتصادیة صعبة وأنجب عقولا ومبدعین خلال العقد الماضي وتحدیدا السنوات الخمس الأخیرة بحیث استمر النمو وإن كان بصورة متواضعة، وكذلك ظلت الثقة في السیاسات النقدیة مرتفعة، فیما تم اتباع إجراءات مالیة صعبة، حاولت الحكومة والمواطن التكیف معھا.

اضافة اعلان


منطق ھذا التحول في الخطاب ینطلق من ان المساعدات للأردن لن تتأثر كثیرا بإثارة عواطف الدول المانحة، حیث ان العالم الذي نتعامل معھ یتغیر، فالإدارة الأمیركیة بقیادة الرئیس دونالد ترامب لھا مقاربة مختلفة فیما یخص المساعدات للدول المختلفة، ودول الخلیج أیضا اتبعت برامج اقتصادیة داخلیة أملتھا ظروفھا الخاصة بحیث إن أولویاتھا اختلفت وبات إصلاح البیت الداخلي أولویة قصوى بالنسبة لھا، ولا یخفى كذلك أن الواقع السیاسي والعلاقات داخل دول الخلیج والخلافات الداخلیة والحرب في الیمن كلھا عوامل تفضي إلى ضرورة إعادة تموضع الأردن للتكیف مع ھذا الواقع الإقلیمي الجدید والذي یسود منذ عدة سنوات.

كل ذلك یعني أن الدور التقلیدي الذي ظل یقوم بھ الأردن على مدى عقود تغیر، ولن تعود الأمور إلى ما ھي علیھ، وبناء على ذلك التحلیل، فإن الانتقال من دولة متلقیة للمساعدات إلى دولة ذات اقتصاد منیع تنافسي ویمتلك میزات نسبیة، ھو الخطاب الذي یجب ان یسود لكي یتمكن مسؤولونا من الترویج للاقتصاد ضمن حلة وھویة جدیدتین.


ولا یعني ھذا بأي حال من الأحول التخلي عن مطالبة المجتمع الدولي بواجبھ لدعم الأردن في قضایا اللجوء وقضایا إنسانیة، فھذه أدوار یقوم بھا الأردن نیابة عن المجتمع الدولي، وھي تستحق للأردن، أما الشق الآخر من المساعدات التي ظل یتلقاھا الأردن لأسباب مختلفة فھي ما تغیر، وھي تتضاءل شیئا فشیئا، والعاملون في ھذا المجال یعرفون أن الدول التي تساعد الأردن باتت تبحث عن فرص استثماریة ترغب الاستثمار فیھا لأن ھذا الشكل من المساعدات حسب وجھة نظرھم یتصف بالدیمومة وإیجاد فرص العمل وتحقیق الاستقرار، وھذا منطق سلیم لو تم تنفیذه والالتزام بھ، إلا أن ما یحصل ھو التنصل من واجب المساعدة والمبالغة في طلب امتیازات وضمانات ترافق الاستثمارات حال تنفیذھا.

ما یھمنا ھو ان الصیغة التقلیدیة لخطابنا تتضمن تناقضات، فمن جھة نروج للأردن كبیئة استثماریة مستقرة وجاذبة، ومقصد للسیاحة والمبدعین، لكننا في نفس الوقت نتحدث عن الصعوبات والخطر الذي نتعرض لھ. آن الأوان للتحدث بلغة واحدة عما یجب تقدیمھ إلى الأردن كواجب، والانتقال للترویج للأردن كجھة استثماریة واعدة، ونموذج یمكن ان یكبر وینمو ویتجاوز الصعاب، فالتباطؤ في الاقتصاد سمة عالمیة، والأردن بالمقارنة مع دول أخرى یسیر على الطریق السلیم، ویتبع نموذجا یحتاج إلى التحسین بعكس ما نروجھ نحن أحیانا في شكوانا من الوضع القائم.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة