الخميس 2024-12-12 03:28 م
 

مواقف الأطراف الدولية من الإرهاب

07:40 ص




اللافت في ملف الازمة السورية في الآونة الاخيرة، حالة الفتور وعدم الاكتراث التي أصابت فجأة الأجواء المحيطة بمباحثات جنيف الثالثة التي كان يعول عليها كثيرا في ايجاد تسوية سياسية للأزمة، رغم الجهود والاهتمامات الدولية التي توجت بوضع خارطة طريق للبدء بهذه التسوية، والاتفاق الذي تم في الرياض على توحيد قوى المعارضة وتسمية وفدها للمباحثات.اضافة اعلان



وبدا أن هناك تطورات ومستجدات طارئة ومفاجئة قد فرضت نفسها على هذا المشهد، بطريقة قادت او مهدت الى فشل المباحثات، سواء بسبب المجال الواسع الذي أعطي لروسيا للاعتراض على مشاركة بعض الأشخاص او الأطراف في وفد المعارضة، ومطالبتها بإعادة تشكيلة وتوسيعه ليضم عناصر واطراف معارضة أخرى محسوبة عليها او ان يتم تشكيل وفد آخر بمواصفاتها وشروطها، أو بسبب الكيفية التي جرت بها هذه المباحثات وترك مصيرها بيد طرفي النزاع النظام السوري وقوى المعارضة وسط خلافات ومواقف متباعدة ومتصلبة، دون أي تدخل دولي من شأنه التقريب بين وجهات النظر وإيجاد تفاهمات وتوافقات بين الفرقاء.


في مقابل موقف أميركي سلبي أثار الشكوك حول مدى جدية الولايات المتحدة في التعاطي المسؤول مع الازمة السورية. وكأننا امام سيناريوهات دولية تهدف إلى اشغال المنطقة وتركها أسيرة الفوضى والصراعات والنعرات الطائفية وبحجة محاربة الإرهاب، الذي جرى توظيفه من اطراف اقليمية ودولية للتدخل في شؤون بعض دول المنطقة، واقحامها في صراعات وحروب داخلية انهكتها ومزقتها وجعلها تنظر الى هذه الأطراف كمخلص لها من هذه الفوضى مع انها (الأطراف) هي من اشعل الحرائق في المنطقة، عندما سعت الى تحقيق مصالحها واضعاف الدول العربية (والإسلامية السنية) المؤثرة في الإقليم وتدمير مقدراتها واستنزاف عناصر قوتها.


إن ما يلفت النظر هنا مواقف الأطراف الدولية المعنية المتناقضة والتي تبعث على الحيرة والتساؤل، وما إذا كانت جادة فعليا في وضع حد للأزمة السورية، أم ان لها مصلحة في إبقائها مستعرة، خاصة وهم يشاهدون دولا كبرى وعظمى جاءت إلى المنطقة بحجة محاربة تنظيم داعش (وربما النصرة) ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك، إذ ان أحدا من هذه الدول (الغازية) لا يستهدف هذا التنظيم.


فقد ذكر وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، الذي أعلن استقالته من الحكومة الأسبوع الماضي، بانه لا يستشعر بان هناك التزاما قويا من قبل الأطراف الدولية ضد داعش، متهما الولايات المتحدة بانها تتبنى موقفا غامضا، ولا تبذل جهودا كافية في سوريا.


فيما صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بان سياسة اميركا حولت المنطقة الى بركة دماء، وذلك في معرض تنديده لها على دعمها العسكري لأكراد سوريا الذين تعتبرهم انقرة إرهابيين. في حين فجرت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الاميركية وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلنتون مفاجأة من العيار الثقيل عندما اعترفت في كتابها (خيارات صعبة) بان داعش صناعة أميركية، وان الإدارة الاميركية هي من قام بتأسيس ما يسمى بتنظيم داعش من أجل تقسيم منطقة الشرق الأوسط.


اما روسيا الغارقة في قتل المدنيين وتهجيرهم والمساعدة في محاصرتهم وتجويعهم، فانها تركز عملياتها على المعارضة المعتدلة، ولا تستهدف تنظيم داعش، وهو ما أكده الوزير الفرنسي فابيوس أيضا.


وكأن روسيا تسعى إلى إعادة مجدها وعظمتها على جثث الابرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا. وليس أدل على ذلك من قيام طائراتها بقصف المدنيين والبنية التحتية والمنازل والمستشفيات والمدارس في حلب ودرعا، ما أدى الى موجة نزوح لعشرات الالاف من السوريين الى الحدود التركية والاردنية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة