السبت 2024-12-14 03:13 ص
 

نشطاء: حلب تنتقل من استبداد لآخر

11:43 ص

الوكيل - اعتقلت 'الهيئة الشرعية' في مدينة حلب مؤخرا عددا من الناشطين المدنيين المعارضين بتهم تتعلق بالإساءة لرموز جبهة النصرة، ما يلقي الضوء بحسب نشطاء على 'المد المتشدد والمسيطر' على تلك المنطقة من الشمال السوري.اضافة اعلان


ويثير هذا المد 'المتشدد' القلق لدى ناشطين مدنيين ولدى أول من بدأ الاحتجاجات المناهضة للحكومة السورية منتصف مارس 2011، الذين يعتقدون أن بعض جماعات المعارضة المسلحة تسرق 'الثورة المدنية' التي قاموا بها وضحوا من أجلها، على حد وصفهم.

وقال الناشط الميداني عامر، من مدينة حلب، لموقع 'سكاي نيوز عربية': 'للكتائب الإسلامية المعارضة كجبهة النصرة وجود قوي على الأرض.. هم أقوى الكتائب المقاتلة وأكثرها تحقيقا للتقدم الميداني.. ومنها انبثقت الهيئة الشرعية في المدينة ومن تلك الكتائب تستمد تلك الهيئة قوتها'.

وأضاف عامر 'تم اعتقال الناشط أبو ليلى لأنه رفض رفع علم آخر غير علم الثورة في إحدى المظاهرات، كما جرى اعتقال الطبيب عثمان حاج عثمان من المستشفى الميداني الذي يديره ويعمل لعلاج المتظاهرين والمصابين والجرحى بتهمة نزع الراية السوداء الخاصة بجبهة النصرة، وغيرها من الحوادث يثير القلق لدينا فنحن قمنا بالثورة ضد نظام ظالم ومستبد ولن نستبدله بشبيه لهم'.

بيد أن أغلب سكان مدينة حلب يقفون موقفا مؤيدا لجبهة النصرة والكتائب الإسلامية، وعن هذا يقول أحد سكان المدينة مازن: 'عانينا كثيرا من دخول الجيش الحر حلب فأغلب الكتائب التابعة له عملت على ترهيبنا وسرقة الكثير من المنازل.. الفساد ينخر صميم الجيش الحر فيما جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة منظمة وهمها الوحيد إسقاط النظام فقط”.
الهيئة الشرعية ومجلس القضاء الموحد

لا تعتبر الهيئة الشرعية المنبع القضائي الوحيد في مدينة حلب وريفها حيث يوجد مجلس القضاء الموحد، الذي تشكل منتصف أكتوبر 2012، لكن القوة على الأرض تعود للهيئة كونها منبثقة عن جبهة النصرة وألوية مسلحة 'متشددة'، فيما يتبع مجلس القضاء الموحد للجيش الحر في المنطقة، وفقا لأحد خريجي كلية الشريعة 'لا بد للحق من قوة تحميه' وبالتالي فالهيئة الشرعية لها القوة الضاربة التي تغيب مجلس القضاء وتضعه في الظل.

ويضيف سعيد، خريج أحد أفرع كلية الشريعة ومهندس كمبيوتر، إلى أن الكثير من أعضاء الهيئة الشرعية يفتقرون إلى التأهيل الكافي وغياب العلم القضائي، ويضيف 'في زمننا العلم الشرعي لا يكفي'.

لكن عدم أهلية الهيئة الشرعية لا تنفي ضرورة وجودها، هذا ما أكد عليه سعيد مضيفا أنه 'كيان موجود وضروري حاليا لمتابعة الجرائم والانتهاكات التي ترتكب باسم الثورة'.

ويقولك سعيد أن أهل مدينة حلب، وهو واحد منها، 'هم أقرب إلى التصوف من التشدد، مؤكدا أنه عندما تبرز أخطاء جبهة النصرة وتتكرر فإنهم سينفضون من حولها. كما نوه إلى غياب دور رجال الدين في المدينة للنصح والعظة للابتعاد عن المتشددين'.
ممارسات متشابهة

يشبه ناشطون ممارسات بعض ألوية الجيش الحر وجبهة النصرة بممارسات الأمن السوري من حيث الاعتقال والتعذيب ومصادرة الرأي الآخر والمعاملة غير الإنسانية، ويقول عدنان، 31 عاما، من سكان مدينة حلب 'اعتقلوا صديقي لأنه قدم كأسا من الشاي لحاجز من جيش النظام.. تم اتهامه بالعمالة وبالخيانة علما أنه لا ناقة له ولا جمل!'.

ويضيف عدنان: 'ما تمارسه بعض كتائب الجيش الحر وجبهة النصرة شبيه جدا لممارسات النظام.. اعتقد أننا بحاجة إلى ثورة ثانية وثالثة لنحقق العدل والكرامة التي نريد'.

جبهة النصرة

تشكلت جبهة النصرة أواخر عام 2011، واتهمها معارضون كثر بأنها من صنيعة 'النظام السوري' لتشويه صورة الثورة السلمية والمعارضة المسلحة التي تمثلت في البداية مع انشقاق المقدم حسين هرموش مؤسس 'لواء الضباط الأحرار' مطلع يونيو 2011، لتصبح لاحقا الجيش الحر.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد لموقعنا أن جبهة النصرة 'ليست صنيعة النظام إنما هي مجموعة من المقاتلين المتشددين العرب والأجانب، والتي التف حولها عدد من السوريين، ويقدر عددهم بالآلاف'.

وأضاف رامي عبد الرحمن 'أغلب المقاتلين في جبهة النصرة لأهل الشام هم من أوزباكستان وأفغانستان و ليبيا وتونس والأردن'.

وكشف عبد الرحمن لموقعنا أن 'المئات من المقاتلين الأجانب غادروا سوريا في الفترة الأخيرة باتجاه مالي للمشاركة بالقتال ضد القوات الفرنسية هناك'.

وأثار الانتشار السريع لجبهة النصرة في أنحاء البلاد القلق لدى المجتمع المحلي والعربي والدولي، وكان آخر ردود الفعل عليها تقارير صحفية تحدثت عن إمكانية ضرب معاقل لجبهة النصرة بوساطة طائرات من دون طيار بإشراف أميركي.
سكاي نيوز عربية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة