هجليج

كنت قلقا على الوضع الميداني في (هجليج) ...لكن بعد رؤيتي لجنود الحركة الشعبية الذين أحتلوا تلك المدينة ..أنتابتني الطمأنينة قليلا ..اضافة اعلان


تلك المرة الأولى التي اشاهد فيها جندي يرتدي (شبشب) ..وهناك جندي اخر كان يرتدي قميص (برشلونة) ...وثمة لوحة مكتوب عليها مطار (هجليج) ...لم نر المطار بل شاهدنا اللوحة فقط ...وأكثر ما لفت أنتباهي أن جنود الحركة الشعبية يبتسمون للكاميرات ..وأحدهم يلوح بالبندقية والاخر ..كان يحك اسفل رأسه .. ربما بسبب القيظ الشديد .

المهم أن ( هجليج) تحررت من دنس الغزاة ..ولكننا لم نشاهد للان تفاصيل المعركة والصنوف التي أشتركت ..وقاطع العمليات وهل شاركت المروحيات أم لا .

أجزم أن جنود الحركة الشعبية جاءوا من أجل (هوشة) لم يعتقدوا أن هناك معركة ستحدث , وأظن أنهم أرتموا بين الأشجار وهم بالمناسبة يحملون المؤن في جيوبهم وهي عبارة عن :- ( علب سردين , طن , حلاوة) وحين نفذت المؤن غادروا على ما يبدو , وقد اخذوا بعض الأشياء من (هجليج) ..أحدهم عاد بطنجرة (تيفال) واخر سرق من محل صغير مجموعة من (الولاعات) ويقال , إن اخر عاد ملتحفا (حرام) صوف ..وما حاجته الى (الحرام) فالحر شديد جدا ؟...وبعضهم حظي بمجموعة من علب (رب البندورة) منتهية الصلاحية ..والتهم نصفها على الطريق .

هل سيكتب أحدهم مذكراته عن (هجليج) ؟ ويكشف سرا خطيرا مفاده أنه عشق أمرأة (هجليجية) ..وأنه ترك سلاحه لها كذكرى عن الهروب والهزيمة ...ويرفق مع السلاح كاسيت :- (اسمر عبر مثل القمر دموا خفيف شكلوا لطيف ... )

لدي سؤال مهم :- ماذا يفعل الجنود الذين هزموا في (هجليج) الان أظن أنهم يتعرضون لكم هائل من (اللوم) على خلفية هروبهم المشين وأظن أن أحدهم نسي (الموبايل) هناك وهو محتار لأن جهازه يحتوي على صور خادشه للحياء العام ..وخائف من الفضيحة .

ومن الممكن أن يتفرغ ضابط مهزوم من الحركة الشعبية لكتابة دراسة مقارنه حول الهجوم الذي تعرضت له (هجليج) والهجوم الذي تعرضت له (ستالينغراد) ...ويعنون الدراسة :- ايام الصمود في هجليلج ...

اريد أن أنهي المقال بسؤالين الأول :- هناك لوحة مكتوب عليها :- اهلا بكم في مطار هجليج الدولي ...هل يوجد في هجليج مطار فعلا ..السؤال الثاني :- هل دخل الجيش السوداني حربا حقيقية أم أن جنوده أوسعوا المحتل (شلاليت ) وصفع ..بمعنى آخر هل حدثت معركة أم أنها كانت مجرد هوشة .

أجزم أن أسرائيل لها بصمة في الأمر .