لفيف من الحاشية المُوسوسين ، وحشد من صناع القرار الفادسين وغيرهم من المتسلطين والمتنفذين والمتخاذلين، وطائفة من النواب والأعيان المشرعيين وطائفة منهم آخرى على كل ما شرعوه مُصادقين، لعبوا دوراً كبيراً في خداع جلالة الملك للمصادقة على قانون المطبوعات والنشر وترسيخ الاعتقاد لديه بعدل هذا القانون وأن هذا الوقت المناسب لإصداره وبالتالي ولادة هذا القانون وخروجة إلى الظلمة حيث لا نور ينتظر هذا المولود ... خرج إلى الظلام وسيجد الظُلم ينتظره فرحاً بولادته لأن ولادة إبنه غير الشرعي سيسوغ ويبرر للظلم فرض نفوذه ويكسر الأقلام التي تكتب وتعبر عن رأيها ... وسيكسر كل الأيدي التي تعبر عن واقع الحال وتكتب عن الفاسدين وأشكال الفساد .... وسيطفئ كل العيون التي رأت الفساد يعم وينتشر.... وسيخمد الانفاس ويقطع هواء الحرية ... فلا ضير إذا مت فلم تعد مهما يا أيها الأردني... ولم تعد تعني شيئاً سواء كنت على وجه الأرض أم تحتها فحياتك ليس لها معنى وصوتك المكبوت لا يصلنا.
من وجهة نظري المتواضعه أتى القانون بالوقت الخطأ والشكل الخطأ لينم عن فشل السلطة التشريعية ويعكس بوضوح تخاذلها وأنصياعها لتحقيق مصالحها الشخصية بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن الأردني ومن خلال منابر المواقع الألكترونية سأوجه كلامي لجلالة الملك لعل صوتي يصل عبر أحد المواقع قبل أن تغلق لأن الصحف المحليه لا تنشر أي شيء يتعارض مع سياسة الموالاة وتجميل الواقع الذي نعيشه وتتعارض مع أي كشف للفساد المتفشي والمستفحل وبالتالي قد أبين لجلالة الملك وجهة نظر غيبت عن جلالته.
مولاي.....!!
أيهما الأفضل أن يخرج المواطن الأردني ليعبر عن رأيه وعن سخطه وغضبه وعدم رضاه عن الوضع المتردي الذي يعيشه في الميادين والشوارع أم يعبر عن ذلك عبر مواقع الانترنت وأجواء العالم الافتراضي؟؟؟
هل إصدار هذا القانون في فصول الربيع العربي التي نعيشها أجواءها فيه صواب أم أنه جانبه؟ بمعنى لو صدر هذا التعديل القانون قبل 3 سنوات فهل سيثير سخط وغضب الجمهور كما يثيره الآن؟
هل تكسير الأيدي يا جلالة الملك يمنع أن تتعالى الأصوات التي تريد أن تعبر عن الكبت الذي تمر فيه؟ وهل يوقف الآلام الحكومية تكسير الأقلام الشعبية؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن صوت واحد يقف وينادي ويندد على الأرض الحقيقية يعادل آلف صوت ينادي ويندد في الفضاءات الأفتراضية؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن كلمات تكتب في خانة التعليقات على الأخبار المحلية كافية لتفريغ هموم الكثيرين بأسماء مستعاره ممن لا يستطيعون التعبير عنها في العلن؟ وأنا منهم.!
هل تعلم يا جلالة الملك أن العالم الأفتراضي لا يمكن السيطرة عليه وبالتالي إذا سجلت هذه المواقع بأسماء أشخاص أخرين في بلدان أخرى لا يمكن اغلاقها بحجة أنها غير مسجله محلياً؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن الصحف الإلكترونية هي البئر الذي يفرغ فيه الأردنيون همومهم ويصرخون فيه ليزحوا عن صدورهم هموم كما الجبال؟فالجسم الأردني مثخن بالجراح يا جلالة الملك فهل هذا القانون فيه إخامد لأنفاس الشعب؟
بإعقتادي أن من وضع هذا القانون يدفعون الناس للخروج للشارع الذي يعرفوا كيفية الوصول إليه بدل البقاء في منازلهم وبالتالي يكون من وضع هذا القانون 'عورها بدل ما يكحلها' ... وبذلك يصبح كل شيء في بلدي ممنوع.... فالتظاهر ضد الحكومه ممنوع..... والإعتصام لتحسين الأوضاع ممنوع.... وأن تعبر عن رأيك بصراحه ممنوع.... وأن تتكلم ممنوع.... وأن تتنفس ممنوع...وإذا التزمت بتصير مواطن أردني صالح ... وغير هيك يا ريت إنك تموت وتريحنا منك ومن قرفك وطبعا أحسن ما في الموت أنه بريحنا من قرف هيك عيشه في ظل هيك قوانين... يحضرني في هذه اللحظه أبيات شعريه للشاعر خليل مطران يقول فيها:ــــــ
شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا وَاقْـتُلوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا
إِنَّما الصَّالِـحُ يَـبْقَى صَالِحاً آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا يمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَـطِّـعُوا الأَيْديَ هَـلْ تَقْطِيعُها يَـمنَعُ الأَعْينَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا
أَطْـفِئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا يمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ وَبِـه مَـنْجـاتُنَا مِـنْكُمْ فَشكْرَا
يا ترى بعد أصدار هالقانون وبعد المصادقه عليه راح ينشروا هالمقال؟؟؟ الله تعالى أعلم
د. ماجد احمد الحياري
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو