الأربعاء 2024-12-11 01:30 م
 

ياسر المصري والموتُ منتشيًا

11:09 ص

لم تجمعني بالفنان الفقيد ياسر المصري إلاّ لقاءات سريعة عابرة على وعد لقاء طويل إلاّ أنّ كثرة سفره وارتباطاتي حالت دون نجاح اللقاء؛ إلاّ أنني أحتفظ بذاكرتي بحوار تلفونيّ طويل أثناء بثّ مسلسله (نمر بن عدوان) وكان في الأيام الأخيرة من التصوير.اضافة اعلان

سكن ياسر المصري وجدان الأردنيين وتمدّد هذا السكن ليغطّي كل خرمٍ في دول الخليج العربي ليبدأ بعدها مشواره الأصعب في حجز موطئ قدم له على الساحة المصرية ونجح في تمدّده هناك بعد أدائه الساحر لشخصية جمال عبد الناصر التي أداها نجوم كبار قبله ولكن بشهادة الغالبية نقّاداً وجماهير كان ياسر هو الأجمل والأكثر إقناعاً.
بالتأكيد أن الحادث الذي قضى عليه كان مؤلماً؛ ولكنّ الذي يخفف المصاب أن ياسر المصري مات وهو يؤدّي واجباً أخلاقيّاً..مات وهو ينتشي من الداخل لأنه يقوم بالأشياء التي كان دائماً يقوم بها ؛ كان صاحب (فزعة) وكما ظهر في مسلسلاته البدوية الفارس الشهم الشجاع الذي لا يتوانى عن تقديم العون لأي أحد فقد كان في حياته كذلك . لذا لم تره يتصنّع في التمثيل بل يترك نفسه على سجيّتها ويجعلها تتوحد مع الشخصية البطلة.
تابعتُ بنفسي حجم الألم الذي أصاب الأردنيين لموت ياسر؛ وقرأت حزن الخليجيين عليه الذي أطلقوا عليه لقب (أيقونة الخليج) وشاهدتُ حجم التفاعل في الشارع المصري ودموعهم عليه ؛ وكلّ ذلك يؤكد حقيقةً واحدة: أن الفنان الملتزم يسكن الوجدان وأن الأحاسيس الصادقة تصل دون أن تكون بحاجة لأدلّة..
ورغم الألم الكبير بفقدان ياسر ولكن الألم الأكبر سيكون بعد أن ينفضّ مجلس العزاء..ويبدأ العمل ويبحث المنتجون والمخرجون عن بطل جماهيريّ صادق يسوّقون به أعمالهم..فيبحثون عن ياسر المصري ولا يجدونه..وستفتقده الجماهير العربيّة مع كلّ صهيل خيل في مسلسل بدوّي جديد ؛ سينتظرون طلّته ولن يأتي فيغرقون بدموعهم وهم يقولون بين أنفسهم أو علانيةً: الله يرحمك يا ياسر المصري..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة