الوكيل - العرب اليوم - هيثم الوكيل - انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إهمال المواطنين لأهمية استخدام جسور المشاة لقطع الشوارع المزدحمة بمركبات تسير بسرعات عالية، ويعود ذلك، حسب آراء كثيرة، لغياب الوعي والثقافة المرورية، لدى شريحة من المواطنين، ما يؤدي إلى تعرضهم للخطر، وما ارتفاع نسبة الحوادث، والوفيات الناشئة عنها، إلا مؤشر لغياب الوعي المروري.
وتبين الإحصاءات الرسمية لعام 2010، الصادرة عن إدارة السير، أن عدد الحوادث في العاصمة عمان يشكل حوالي 68% تقريبا من مجموع حوادث المملكة، نتج عن هذه الحوادث 206 وفيات، تمثل 27.8% من إجمالي وفيات حوادث السير في المملكة، ما يعني أن 68% من حوادث المملكة، وأن 32% من الحوادث في المملكة، وهي التي تقع خارج العاصمة عمان، تُخلف وراءها 72.2% من وفيات الحوادث، وهذا مفهوم ومبرر، فالحوادث على الطرقات الخارجية غالبا ما تكون قاتلة، وتُخلف وراءها وفيات وإصابات كثيرة.
وما ينطبق على وفيات حوادث السير، ينسحب على الإصابات، فعدد إصابات حوادث السير في عمان بلغت عام 2010، 5706 إصابات، أي بمعدل 40.% من عدد إصابات السير في المملكة.
بالنظر إلى أعداد الوفيات الناتجة عن حوادث السير في عمان، فإنه يتبين أن حوادث المشاة والدهس، تشكل النسبة الأكبر من الوفيات، فقد توفي من حوادث السير في العام نفسه '2010'، 124، وهي تُشكل 60% من عدد وفيات حوادث السير في عمان.
وعليه فإن جهود أمانة عمان الكبرى، تنصب في العمل على المساهمة في الحد من حوادث السير، والعمل على تبني ما جاء في الاستراتيجية الوطنية للحد من حوادث السير، ويشار في هذا السياق أن الأمانة قد اعتبرت عام 2010 عاما لسلامة المشاة.
المواطنة منى سلامة ترى إهمال المواطنين لاستخدام جسور المشاة كل يوم، ظاهرة تراها بشكل يومي، فكثيرا ما ترى أشخاصا لا يبتعدون، سوى أمتار قليلة، عن جسور المشاة، ويقطعون الشوارع، ويعطلون حركة السير، وأحيانا يتسببون بحدوث حوادث سير، حينما يضطر سائقو المركبات للتوقف المفاجىء، تلافيا لدهس مشاة يقطعون الشوارع من أماكن غير مخصصة لهذه الغاية.
والأنكى، وفقا للمواطنة سلامة، أن شبابا في عمر الورود يلجؤون للقفز عن الحاجز المعدني، الموجود في الجزيرة الوسطية في عدد من شوارع عمان الرئيسية، ما يُعرضهم للخطر، خاصة، حينما يفاجئون سائقي المركبات، معتمدين على اعتقادهم أنهم شباب، وبإمكانهم تلافي المركبات المسرعة، وقطع الشوارع بسرعة فائقة. لكنهم لا يعرفون أن سرعتهم في الركض، مهما ارتفعت، فلن تضاهي سرعة المركبات، والمشكلة الأخرى، الأكثر إيلاما أن سائقي المركبات، يتحملون المسؤولية عن دهس مَنْ يقطع الشوارع في هذه الحالات، مع أنهم، في الغالب، لا يتوقعون في هكذا شوارع رؤية مشاة يقطعون الشوارع.
ويقول المواطن احمد سعادة، في هذا السياق، إنه يفضل قطع الشارع، وتعريض حياته للخطر، على استعمال جسور المشاة، لأنه يعاني من 'فوبيا' الأماكن المرتفعة.
في دول العالم المتقدم، التي يلتزم فيها المشاة، كما سائقو المركبات، بأنظمة السير المعمول بها، يتحمل الشخص، الذي يقطع الشارع من مكان غير مخصص للمشاة، المسؤولية لا السائق، ما يردع المواطنين، ويدفعهم لاستخدام جسور المشاة.
وفقا للإحصاءات الرسمية، حسب عملية رصد قامت بها إدارة السير، فإنه من أصل 4000 من المشاة، كانوا يجتازون الطريق العام في مناطق فيها جسور للمشاة، تبين أن 1704 منهم، أي ما نسبته 42,6% يستعملون الجسور المخصصة للمشاة، بينما 2296 منهم يهملون استعمال الجسور، رغم المسافة القليلة التي تفصلهم عن الجسور، كما تبين أن استعمال المشاة للأرصفة، نسبي للغاية، فمن أصل 4000 من المشاة، الذين كانوا يجتازونها في أماكن تواجدها، تبين أن 1569 منهم، أي ما نسبته 39% يسيرون على الأرصفة، بينما 2431 لا يستعملون الأرصفة، رغم وجودها.
في الدول المتقدمة انخفضت أعداد المصابين بحوادث المرور إلى 12%، بعدما كانت منذ أكثر من 40 عاماً تصل إلى نسبة 40%.
في حين تبقى المعدلات مرتفعة في الدول العربية، إذ تشكل وفيات المشاة (المتوفين دهساً) ثاني أكبر فئة من الوفيات جراء حوادث السير، وأغلبيتهم من الأطفال، والمسنين، والمخمورين.
إن عدم الالتزام وارتكاب الأخطاء، سواء من المشاة، أو من سائقي المركبات، يعني أن هناك حادثا قادما، بكل ما يترتب عليه من عواقب وخيمة، وبالالتزام وبتجنب هذه الأخطاء، وتوخي الحذر، فمن المحتمل عدم التعرض لحادث.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو