الأربعاء 08-05-2024
الوكيل الاخباري
 

بمناسبة مرور مئة عام عليها ندوة علمية تناقش معاهدة لوزان الثانية

1690308973428


الوكيل الإخباري - تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، ناقش منتدون أردنيون وعرب وأتراك في ندوة علمية حملت عنوان "مرور مئة عام على معاهدة لوزان الثانية (1923-2023) .. نحو شرق أوسط آمن"، اليوم الثلاثاء في منتدى الفكر العربي بعمان، أسباب وحيثيات المعاهدة وبنودها وتداعياتها، واستشراف الحاضر والمستقبل من خلالها للمنطقة.

اضافة اعلان


وفي الندوة التي نظمتها جمعية المؤرخين الأردنيين بالتعاون مع المنتدى ومركز التوثيق الملكي الأردني ومركز يونس إمره الثقافي التركي، استهل جلستها الافتتاحية المكلف بأعمال أمين عام المنتدى ايمن المفلح قائلا" لا شك أن ندوتنا اليوم حول مرور مئة عام على معاهدة لوزان الثانية نحو شرق أوسط آمن تشكل حلقة مهمة في حاضر ومستقبل العلاقات التركية الأردنية عبر مئة عام على المعاهدة"، لافتا إلى أن التحديات التي تواجهها دول المنطقة ليست مقتصرة فقط على التهديدات الأمنية ولكنها تحديات إنسانية عامة.


وأشار المفلح إلى أنه من هذه التحديات قضايا الهجرة واللجوء والفقر والتنمية والعدالة وحقوق الإنسان والأمن الغذائي والبيئي وغيرها من القضايا التي تؤثر على حياة البشر، مبينا انه من هنا تكمن أهمية هذه الندوة التي تهدف الى تعزيز الحوار والتعاون.


وقال إن التاريخ المشترك والمستقبل المرتقب يمكن أن يوفران فرصة لتعميق العلاقات والشراكة، داعيا الى العمل معا لتحقيق رؤية شرق أوسط يسوده السلام والازدهار للأجيال الحالية والقادمة.


كما دعا الى ضرورة التعلم من التاريخ والتركيز على تعزيز التعاون الإقليمي وبناء علاقات قوية تحترم السيادة الوطنية وتتقاسم المسؤولية على الأمن والتنمية في الشرق الأوسط.


وقال السفير التركي لدى الأردن إردم أوزان في كلمته بالجلسة الافتتاحية إنه بمناسبة مرور مئة عام على المعاهدة ستتطرق الندوة الى عدة جوانب ومنها التفكير في التاريخ المشترك بين الأتراك والعرب وتقييم التحديات القائمة والمحتملة ووضع تصور لمستقبل من التعاون والتفاهم .


ولفت الى أن المعاهدة شكلت لحظة محورية إيجابية في تاريخ تركيا حيث قامت بإنهاء بقايا الآثار المدمرة للحرب العالمية الأولى وحرب الاستقلال التركية، منوها بأنها عادت بعدة إيجابيات ومنها حدود جديدة للجمهورية التركية ما مهد الطريق للاستقرار والأمن في المنطقة .


وأشار السفير اوزان إلى أنه على مر التاريخ تقاسمت تركيا والدول العربية روابط عميقة الجذور تشمل القرب الجغرافي، والثقافي والديني والتاريخي.


وقال أنه انطلاقا من روح الشراكة بين الأتراك والعرب ستواصل تركيا السعي لتعزيز التعاون المتجدد بين تركيا والأقطار العربية ولا سيما الأردن، لافتا إلى أن القيم المشتركة والتطلعات والتحديات تخلق أساسا متينا لتعميق وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.


ولفت إلى أن الجهود المشتركة يمكن أن تؤدي دورا محوريا في النهوض بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال الحوار والاحترام المتبادل.


وأكد الأهمية القصوى للعلاقات الدائمة والبناءة بين تركيا والأردن، منوها بالتاريخ الطويل من الصداقة والتعاون والذي اثبت أنه ليس مفيدا للبلدين وحسب بل للمنطقة بشكل أوسع أيضا.


وألقى رئيس الجمعية الدكتور غالب عربيات كلمة قال فيها؛ إن هذه الندوة تستحضر الحرب العالمية الأولى وما بعدها وما جرته من ويلات ودمار وخراب على المنطقة والإقليم.


وبين أن الندوة تهدف لخلق بيئة للحوار في منطقة الشرق الأوسط وتسعى لإيجاد حلول عملية للإقليم في ظل ظروف شائكة وصعبة وغاياتها تنحصر في الوصول الى شراكة حقيقية في مجابهة الأخطار التي تحيط بالإقليم وحشد المزيد من التطلع والطموح والإرادة والالتزام السياسي في ظل المعطيات والعوامل والمتغيرات الدولية والإقليمية التي نعيشها بما يعود بالنفع على الإقليم وشعوب المنطقة.


كما ألقى مدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي الدكتور مهند مبيضين كلمة قال فيها؛ إن الأردن تعامل مع معاهدة لوزان الثانية بوصفه بلدا واقعا تحت الانتداب، وبدأ أول تعامل رسمي في ضوء وثائق الدولة الأردنية التي يسميها البعض الوثائق الهاشمية، منذ العام الذي تلى توقيع المعاهدة، وكان أكثر ما دارت عليه الوثائق ما يخص المادتين 117 و139 المتعلقتين بسكة حديد الحجاز وتبادل الوثائق والمحفوظات والسجلات والخطط المتعلقة بالإدارة المدنية أو القضائية أو المالية، مشيرا إلى أن مركز التوثيق سينشر هذه الوثائق وستصدر قريبا.


وفي الجلسة الأولى التي ترأستها عضو المنتدى الدكتورة هند أبو الشعر تناول مدير مركز أورسان للدراسات الشرق أوسطية أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول الدكتور أحمد أويصال في ورقته التي حملت عنوان "موقف الإعلام القومي من المنطقة العربية عند حرب الاستقلال ضد الاحتلال الغربي في الأناضول"، ما أوردته وثائق صحفية لتلك المرحلة حول آخر جلسة للبرلمان العثماني في كانون الثاني عام 1920 ، والتي أعلن فيها الميثاق الوطني (العثماني) وإعطاء أهمية كبيرة لاستقلال شعوب المنطقة وتقرير مصيرها.


وعبر تقنية (زووم) تناول المؤرخ والباحث العراقي المقيم في كندا ومؤسس هيئة دراسات المستقبل في العالم الدكتور سيار الجميل في ورقته التي حملت عنوان "مؤتمر فرساي 1919 ولواحقه/صناعة لوزان 1923، القطيعة التاريخية للتكوين الموازي للشرق الأوسط المعاصر"؛ من خلال منهج التحقيب التاريخي في فهم العوامل الكبرى والصغرى في كيفية حدوث جملة الانتكاسات في تاريخنا الموازي للمنطقة بدءا بانقلاب الاتحاديين عام 1908 الذين أدخلوا الدولة العثمانية الحرب.


كما بين النتائج التاريخية التي أفرزتها نتائج وانعكاسات الحرب العالمية الأولى في مؤتمر فرساي عام 1919 ولواحقه من المعاهدات وأهمها معاهدة لوزان الثانية 1923.


وفي ورقته التي حملت عنوان "حرب التحرير التركية والاستقلال وتأسيس الجمهورية" تناول الباحث في الدراسات العثمانية الدكتور وليد العريضي والباحث عبدالرحمن الجدعان من جامعة اليرموك كيفية مؤسس الجمهورية التركية الحديثة نجاح مصطفى كمال أتاتورك في تحرير الأراضي التركية أو ما تبقى من أراضي الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى من الاحتلال الأجنبي، وموقف العرب والمسلمين خاصة من إجراءات اتاتورك من دستور الجمهورية التي اعلنها عام 1923.


ودعا في ورقته إلى تعميق الدراسات العربية التركية، وزيادة التواصل التركي – العربي من خلال المؤتمرات والندوات لتأسيس لشرق أوسط جديد يكون للعرب والأتراك فيه دور اكبر بعد مئة عام من معاهدة لوزان الثانية، والبعد عن بقاء تقلب العلاقات الإقليمية بين المد والجزر، وارتقائها إلى حد المصارحة والمكاشفة، والوضوح وترجمتها في سلوكهم السياسي.