الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

إعلان للمئوية الثانية..ماذا نريد؟



 
ندخل المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية بلا مشروع أو رؤية تترجم طموحاتنا وأهدافنا للمستقبل.اضافة اعلان

قبل مائة عام وضع جيل المؤسسين تصورا للدولة الموعودة، ورسموا معالم طريق لمملكة تشكل نواة لدولة العرب الكبرى. أطاحت المخططات الاستعمارية بأحلام العرب وملوك الهاشميين. رغم ذلك صمد الأردن على خلاف التوقعات، وظل العلامة الأبرز على الحلم العربي بدولة واحدة.
مشروع الوحدة انهار تماما، وليس لدينا أوهام حيال ذلك، وأدبيات ووثائق تلك العقود لم تعد صالحة لبناء سردية المئوية الثانية.

الأردن اليوم دولة عربية تفخر بتراثها وبمبادئ الثورة العربية الكبرى التي حملتها، وعبر عقود المئوية الأولى عملت بشكل حثيث على تأكيد وجودها وشرعيتها وتجديد خطابها بسلسلة من المواثيق الوطنية التي ترسم معالم الطريق لكل مرحلة، ربما كان الميثاق الوطني آخر تلك المحطات، مع الأخذ في عين الاعتبار وثائق أخرى لا تقل أهمية في زمن المملكة الرابعة. بعضنا يعتبر أوراق الملك النقاشية وثيقة مرحلة يمكن أن تؤسس لمشروع الدولة الأردنية في المئوية الثانية، لكن هذا الرأي محل جدل من وجهة نظر فريق ثان.
في اعتقادي الشخصي أوراق الملك النقاشية تمثل أساسا لمشروع ملكي طموح اصطدم بتحديات ثقيلة على طرفي المعادلة، مؤسسات الدولة العميقة، والمعارضة السياسية التي لم تتجاوز أمراضها المتأصلة ووعيها المتدني.
أما الميثاق الوطني فقد تقادم بعد أن تجاوزته الأحداث والتطورات.

في مقابلته الأخيرة مع وكالة الأنباء الأردنية، أجاب الملك بإسهاب عن أسئلة تتعلق برؤيته للأردن في المئوية الثانية وما يطمح إليه في المستقبل. أعتقد أن ما قاله الملك يمكن أن يشكل أساسا لمداولات وطنية نوعية تخلص إلى ما يمكن أن نسميه إعلان المئوية. إعلان مقتضب يرسم معالم الطريق للمستقبل، ويشكل جوهر الرواية المفقودة لأجيال من الشباب الأردنيين التي تبحث عن هويتها ومصيرها ومستقبلها وتحلم بوطن مزدهر وحياة كريمة.
ثمة أسئلة كثيرة ينبغي طرحها بشجاعة ومناقشتها بموضوعية عالية، ولعل أبرزها من وجهة نظري السؤال، هل كان الأردن نموذجا فريدا في المنطقة حقا، ولماذا كنا قادرين على تحقيق التفوق على جيراننا في الماضي، ثم فقدنا هذه الميزة حقا؟ هل كنا حقا متميزين أم أن ذلك مجرد انطباع لا يعكس الحقيقة؟
ويمكن أن نمضي أبعد من ذلك في الأسئلة، إذ إن بعضنا يعتقد أنه بالعودة إلى تجاربنا السابقة في الإدارة والسياسة والاقتصاد يمكن أن نجد حلولا لمشاكل اليوم.
بالنتيجة نحن في وضع معلق ونعاني حالة عدم يقين مقلقة، نتأسى على الماضي ونتحسر على حالنا اليوم، ونجهل المستقبل.

ينبغي أن نخرج سريعا من هذه الحالة المضطربة، ونؤسس لخطاب وطني جديد يحدد رؤيتنا لمئوية جديدة. إعلان المئوية يمكن أن يكون بمنزلة “مانفستو” أردني يجمع كلمتنا حول الدولة والوطن.