هذه الأجواء المغبرة جعلتني أتذكر عبارة في رثاء الذات كانت تستخدمها أمهاتنا وجداتنا، وربما لا تزال أمهات وجدات أردنيات يستخدمنها حتى ساعة إعداد هذا البيان. أقصد عبارة (يا غبرا يا حزينة) .... طبعا لا علاقة للموضوع ب (دير غبار) بل مجرد اسم على اسم.اضافة اعلان
هذه الكلمات كانت تتنادى بها أمهاتنا وجدّاتنا، وهي تصلح للنداء وتصلح لوصف الذات. قد نجد جذورا لغوية للغبراء والمغبّرة والغبار، لكن (غبصا) عصية على البحث عن جذرها الثلاثي أو العشاري، المهم هي كلمات تستخدم للتحسر والمسكنة وأحياناً لتحقير الذات أو إلى إظهار الشفقة والتعاطف مع المخاطبة أو المخاطب!!
عزيزة. وهي إحدى قريباتنا البعيدات، وصلت إلى مركز الأمومة والطفولة (المركز الصحي حاليا) لمعالجة أحد اطفالها وهي تلفّه كاملاً ببطانية خشية عليه من المطر والبرد، ولما سألتها الموظفة عن اسمها، نسته تماما لان لا أحد يناديها به اصلا وبعد تفكير غير مجد قالت مستنكرة:
- يا غبرا يا عزيزة. كيف انسيتي إسمكي!
وهكذا عرفت الموظفة اسم عزيزة، أما الجانب المضحك أكثر في الموضوع، فهو أن عزيزة لما فتحت البطّانية لاستخراج الطفل وجدتها فارغة، إذ تبين أنها أوقعت الصبي خلال الركض تحت المطر، طبعاً كانت السيارات قليلة آنذاك، فوجدت الطفل يبكي مدحولا على الارض غير بعيد عن المركز.
تضاءل استخدام غبرا وغبصا، ليس لأننا صرنا أكثر تحضرا وأقل بساطة، لكن لأننا صرنا فعليا أكثر فقراً ومسكنة وأكثر غبرنة وغبصنة مما كنا بكثير، كانت الغبرا والغبصا تُطلق سابقاً على النسوة فقط، لكننا الآن صرنا شعوباً من الغبارى الغباصى الذين يدحلون على الشوارع المكتظة بالسيارات.
عزيزة وجدت من يعرف اسمها من حديثها، لكننا اليوم لا نجد من يعرفنا ولا من يعرف أسماءنا بعد أن خرجنا من هامش التاريخ إلى هامش الفراغ.
وتلولحي يا دالية
هذه الكلمات كانت تتنادى بها أمهاتنا وجدّاتنا، وهي تصلح للنداء وتصلح لوصف الذات. قد نجد جذورا لغوية للغبراء والمغبّرة والغبار، لكن (غبصا) عصية على البحث عن جذرها الثلاثي أو العشاري، المهم هي كلمات تستخدم للتحسر والمسكنة وأحياناً لتحقير الذات أو إلى إظهار الشفقة والتعاطف مع المخاطبة أو المخاطب!!
عزيزة. وهي إحدى قريباتنا البعيدات، وصلت إلى مركز الأمومة والطفولة (المركز الصحي حاليا) لمعالجة أحد اطفالها وهي تلفّه كاملاً ببطانية خشية عليه من المطر والبرد، ولما سألتها الموظفة عن اسمها، نسته تماما لان لا أحد يناديها به اصلا وبعد تفكير غير مجد قالت مستنكرة:
- يا غبرا يا عزيزة. كيف انسيتي إسمكي!
وهكذا عرفت الموظفة اسم عزيزة، أما الجانب المضحك أكثر في الموضوع، فهو أن عزيزة لما فتحت البطّانية لاستخراج الطفل وجدتها فارغة، إذ تبين أنها أوقعت الصبي خلال الركض تحت المطر، طبعاً كانت السيارات قليلة آنذاك، فوجدت الطفل يبكي مدحولا على الارض غير بعيد عن المركز.
تضاءل استخدام غبرا وغبصا، ليس لأننا صرنا أكثر تحضرا وأقل بساطة، لكن لأننا صرنا فعليا أكثر فقراً ومسكنة وأكثر غبرنة وغبصنة مما كنا بكثير، كانت الغبرا والغبصا تُطلق سابقاً على النسوة فقط، لكننا الآن صرنا شعوباً من الغبارى الغباصى الذين يدحلون على الشوارع المكتظة بالسيارات.
عزيزة وجدت من يعرف اسمها من حديثها، لكننا اليوم لا نجد من يعرفنا ولا من يعرف أسماءنا بعد أن خرجنا من هامش التاريخ إلى هامش الفراغ.
وتلولحي يا دالية
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي