الثلاثاء 16-04-2024
الوكيل الاخباري
 

التحالف الإقليمي المزعوم ومصلحة الأردن!



 
لا تتوقف دولة الاحتلال عن بث أخبار دورية تتحدث عن أن تحالفا إقليميا يضمها ودولا عربية هدفه مواجهة إيران، بدأ يتبلور ونواته ستكون في اجتماع سيعقد في جدة في السادس عشر من الشهر المقبل، يحضره الرئيس الأميركي والسعودية ومصر والعراق إلى جانب الأردن.اضافة اعلان


قبل نحو عامين، كثر أيضا الحديث عن هذا التحالف، وقيل إن الأردن جزء منه، وينطلق التحالف من أرضية تردع الأطماع التوسعية لإيران؛ جغرافيا وعسكريا، خصوصا مع انتشارها المتحقق اليوم في العراق وسورية واليمن ولبنان.

منذ ذلك الحين لم يطف على السطح أي مؤشر يقول إن هذا التحالف حتمي وضروري، وأنه في طريقه للتشكل. حتى هذه اللحظة لا يوجد على طاولة اجتماع جدة أو في اللقاءات الثنائية التي ستقام على هامشه أي أوراق تتحدث عن هذا الأمر، إذ أن الجهة الوحيدة التي تواصل إطلاق العنان للتصريحات الصحفية عنه هي دولة الاحتلال، فبالنسبة إليها يعتبر تحقيق إيران تقدما عسكريا نوويا مصيبة كبرى، وستعمل بأي طريقة على وأده، حتى لو تطلب الأمر هجوما عسكريا بشكل منفرد.

لا يمكن تقييم مصلحة للأردن في الانضمام إلى مثل هذا النوع من التحالفات الناشئة في منطقة غير مستقرة أمنيا ولا اقتصاديا، وتعاني أصلا من صراعات، فيما الاهتمام اليوم ينصب على تحقيق تكامل اقتصادي عربي وإقليمي لمواجهة تحديات الطاقة والأمن الغذائي، خصوصا أن العالم يمر بأسوأ أزمة منذ عقود.

لا معلومات واضحة لدي عن هذا التحالف وحقيقته، ولا عن موقف الأردن منه، لكن ما اعتقده أن البعد الاقتصادي العالمي اليوم هو ما يسيطر على تفكير جميع الدول، التي تبدلت طبيعة علاقاتها فيما بينها، واختلفت أولوياتها، حيث كل منها يسعى إلى تحقيق مصالح ذاتية هدفها الهروب من فوهة بركان الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا وتؤثر على فاتورة الغذاء والطاقة. كل دولة باتت تتبنى سلة أهداف تحرص فيها على تجاوز المرحلة، حتى باتت شبه منعزلة عن محيطها وأزماته.

هذه العزلة كان جلالة الملك قد حذر منها، فهو من كان سباقا في طرح مفهوم الأمن الغذائي، وقدم الأردن كمركز إقليمي له، كما أشار إلى حتمية التضامن والتكافل والتعاون بين جميع الدول لمواجهة التحديات المستجدة، وقد كان ذلك واضحا في بداية جاحة كورونا. الأهم في نظر الأردن هو تحقيق تعاون اقتصادي بالدرجة الأولى، وقد قدم الملك أفكارا بهذا الشأن نشأ عنها تعاون أردني عراقي مصري، مع إبقاء الباب مفتوحا لجميع الدول للانخراط فيه. هذه هي الأولويات الأردنية.

وانطلاقا من ذلك، يبقى السؤال عن حقيقة هذا التحالف باحثا عن إجابة، فالولايات المتحدة ما تزال تتمسك بورقة التفاوض مع إيران بشأن النووي، فيما سيثار تساؤل كبيرحول دولة مثل العراق حاضرة لاجتماع جدة، فكيف لها أن تنخرط في تحالف ضد إيران، ونحن نعلم جيدا التركيبة السياسية الداخلية في هذا البلد الذي لم يفق بعد من الصراعات الداخلية فيه.

الحرب الروسية الأوكرانية جعلت العالم غير مستقر، وكل دولة تشعر بالإرباك من تداعياتها، فمفهوم الحرب تحول من عسكري إلى اقتصادي أكثر شراسة وألما. هذا النوع من الحروب لا ينتهي إلا بتضامن عالمي، وتعاون لضمان استقرار الأوضاع، خصوصا في الدول الفقيرة وهي الدول الأشد تضررا.

بعد هذا كله يبقى السؤال، هل يمكن للأردن أن يتبنى أولوية في فتح باب الصراع على اتساعه في منطقة غير مستقرة أصلا، فيما الأزمات الاقتصادية تأكل الأخضر واليابس في الإقليم؟