الأربعاء 24-04-2024
الوكيل الاخباري
 

«الرفيق» و «الطربوش»



عندما ذهبنا إلى « أوكرانيا « قبل 10سنوات تقريبا ، حرصتُ على زيارة « السوق الشعبي « في العاصمة « كييف «.. وفي ركن من السوق كان هناك شخص يبيع « الانتيكات» واشياء قديمة باسعار زهيدة ومنها « خوذ « و « بساطير « وملابس عسكرية من أيام الحرب العالمية.اضافة اعلان


واخترت « بروش « يحمل صورة الزعيم الشيوعي « لينين « باللون الفضي.

ووضعتُ « الدبّوس « على « قَبّة / الجاكيت «. وكنتُ كلما زرتُ مكانا في العاصمة الاوكرانية اسمع كلمات « استهجان واستغراب « من الاوكرانيين احتجاجا على صورة لينين.. وكانهم يقولون : احنا ما صدقنا نخلص من الاتحاد السوفيتي ونستقلّ بعيدا عن الحُكم الشيوعي «.

فكان صديقي الدكتور زهير ابو فارس يرد عليهم : هذا صحفي وبيحب الزعماء اللي أثروا في بلادهم.. مثل الرفيق لينين وجيفارا وعبد الناصر وتيتو وغيرهم.

وحينما سافرت للدراسة في مصر ، اشتريتُ « طربوش « احمر من « شارع محمد علي « بالقاهرة.. ووضعته فوق رأسي طبعا... كلما مررت بشخص كنت اتعرض لوابل من التعليقات الساخرة مثل « يا عمي احنا سيبنا الطرابيش من أيام الملك فاروق «..

وبقي والطربوش عندي عدة سنوات.

وأذكر حين سافرت إلى» لندن» بداية التسعينات، حرصتُ على زيارة حيّ « سو هو « الذي قرأت عنه في رواية الكاتب كولن ولسون وهو حيّ» الموبقات» .. واستغرب رفاق الرحلة حرصي على زيارة ذلك المكان الغريب...

وفي تونس ، تركتُ الوفد وقمتُ بزيارة السوق الشعبي واشتريتُ كتبا تراثية نادرة وحقيبة صحافة من الجلد الاصلي.

وهكذا أجد نفسي توّاقا إلى أشياء واماكن لها اثر في نفسي..

ربما تبدو هذه الرغبات « ضربا من الغرائب والعجائب « لكنني كنتُ احرص على فعلها بشكل عفوي.. تماما مثلما فعلتُ حين زرتُ « الإسكندرية « وتناولت « الفول « من « عرباية « بالشارع..

ولسان حالي يرد :

انا مبسوط كده

انا مرتاح كده

 




 

 


 

أخبار متعلقة