السبت 04-05-2024
الوكيل الاخباري
 

السوريون ومشروع سوري تركي



قبل أيام تم الإعلان عن وضع حجر الأساس لمشروع بناء 240 ألف وحدة سكنية في منطقة جرابلس شمال سورية قرب الحدود السورية التركية بتعاون قطري تركي، هذا المشروع الذي سيتم الانتهاء من مرحلته الأولى قبل نهاية العام الحالي سيستوعب مليون شخص من اللاجئين السوريين.اضافة اعلان

 
التمويل القطري يساعد الحكومة التركية على تنفيذ مشروع سياسي مهم للحكومة التركية يقضي بتوطين ملايين من السوريين على الأرض السورية سواء كانوا من سكان الشمال السوري أو من القادمين من محافظات سورية مختلفة، والهدف المهم هو تحقيق عودة للاجئين السوريين إلى أرض سورية دون انتظار تطورات سياسية وأمنية لإعادة السوريين من تركيا، وأيضا دون تبني مسار غير إنساني في إعادة قسرية للسوريين من تركيا لسورية.

ما يساعد تركيا في تحقيق المشروع السياسي الخاص بالسوريين أن مناطق شمال سورية خاضعة بشكل كبير للجيش التركي، وأن الحكومة السورية ليست موجودة هناك، ومناطق الشمال السوري تبقى أرضا سورية لكن تستطيع الحكومة التركية أن تنفذ عليها مشاريع مثل هذا المشروع الإسكاني الضخم، وضمان توطين مليون سوري على أرض سورية.

تركيا من أكثر الدول التي دخلها سوريون مع بداية الأزمة السورية، وقد كان للموقف السياسي للحكومة التركية من النظام السوري ودعمها للمعارضة السورية دور في زيادة وتوسيع التسهيلات المقدمة للسوريين بما في ذلك عمليات التجنيس الواسعة التي حصل بموجبها سوريون على جنسية تركية، بل إن تركيا في إحدى جولات التوتر مع أوروبا استعملت اللجوء السوري في تهديد أوروبا بموجات من النازحين عبر البحر والحدود الأخرى، وكان تشدد الدولة التركية ضد بشار الأسد من عوامل جعل تركيا خيارا مهما في هجرة السوريين إليها أو حتى النزوح إلى مناطق الشمال السوري حيث معارضة سورية محسوبة على تركيا وجيشها.

لكن الوجه الآخر للأمر أن هناك تيارا متشددا في تركيا تجاه السوريين، وبين حين وآخر هنالك عمليات قتل ومضايقات وشعور بأن السوريين مدللون على حساب الأتراك. 

سياسيا، ما بين نهج حكومة أردوغان ونهج المعارضة التركية التي كانت تتحدث عن ترحيل السوريين تقاطع بأن الطرفين يريدان إيجاد حلول تضمن عودة أكبر عدد ممكن من السوريين إلى بلادهم مع اختلاف في الخطاب، وجوهر مشروع حكومة أردوغان تحقيق عودة ناعمة عبر مشاريع إسكانية على أرض الشمال السوري التي تخضع بشكل أو بآخر للنفوذ التركي، وهذا المشروع أحد أدوات تحقيق العودة الناعمة.

الأخبار في الأردن تحدثت قبل أيام عن استطلاع نتيجته أن أغلب السوريين في الأردن لا يريدون العودة لسورية، وهذا متوقع في ظل عدة عوامل، والأردن يريد عودة آمنة وطوعية ويعمل مع الأمم المتحدة وسورية على فتح الطريق لهذا، لكن العودة ليست قرار السوريين فقط، بل هناك ضرورة لتحقيق العودة الآمنة وفتح الأبواب لأفكار ومشاريع تصنع واقعا يجعل قطار العودة ينطلق دون ترك ذلك للدولة السورية أو اللاجئ السوري الشقيق.