السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

« تزوجتُ بدويّا »



بعد ان انتهيتُ من قراءة كتاب « تزوجتُ بدويّا « الذي عبرت من خلاله النيوزلاندية مارغريت فان غيلدير ملسين وترجمته للعربية سلمى خليل المقدادي، عن تجربتها الطويلة بالعيش والزواج من الاردني محمد عبد الله أحد أبناء «البتراء « والذي تعرفت عليه أثناء زيارتها عام 1978 للتُّحفة التاريخية والتي اضيفت لعجائب الدنيا.. البتراء..، تمنيتُ لو ان وزارة السياحة الاردنية اهتمت بالكتاب وفكّرت ووجدت من يحوّله ال عمل درامي تلفزيوني يروّج للمكان الساحر عبر أراء صاحبة التجربة المرأة النيوزيلاندية.. والتي لا تزال تعيش في ذات المكان رغم وفاة زوجها.اضافة اعلان


الكتاب الذي صدر بعدة طبعات انجليزية، نقلته سلمى المقدادي بترجمة حِرفية عالية الى اللغة العربية وبطريقة سردية تجعل القارىء لا يغادر صفحات الكتاب حتى نهايتها.

أحداث الكتاب تبدأ من لحظة التعارف بين الفتاة النيوزيلندية « مارغيت» التي جاءت سائحة الى البتراء والتقت الشاب الشّهم.. محمد عبد الله احد البائعين قرب « الخزنة «.. والذي يعيش في « كهف « او « مغارة « مقابل « الخزنة « وسط ظروف جغرافية « صعبة « فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات.. فيجتمع الحب بسحر المكان ويكون اللقاء والزواج بين الممرضة « ماغي» والبدويّ الاصيل محمد الذي يتعامل معها بكل احترام ومودة رغم ظروفه المادية القاسية.

تترك مارغريت اهلها وبلدها وتعيش وسط الجبال الشاهقة وتتعلم اللغة العربية كما تتعلّم ان تخبز على « الصّاج» والحطب وان تنقل الماء على الحمير وتشرب الشاي الأسود و» الحلو « كما يفضله البدو.. وتعتنق الدين الإسلامي وتُنجِب : سلوى ورامي ومروان.

لقد عاشت مارغريت ظروفا مكانية وحياتية « أتحدّى « ان تتحمّلها اية امرأة عربية...

حيث أحبت مارغريت الناس واهل زوجها واخلصت لهم وتعلّمت عاداتهم وتأقلمت مع بيئتهم.. وقاومت الرياح والعواصف والأمطار والجفاف وهي تعيش في كهف محفور في الصّخر..

ويكفي أن تتخيّل سيدة «حامل» يأتيها المخاض وسط الجبال..كيف تتصرف..قبل أن ينقلوها إلى المستشفى الطلياني في العاصمة عمّان مع مشاق الطريق وبُعد المسافة..

لكنه الحُبّ..

حب المكان والانسان ولهذا عملت ممرضة في عيادة صغيرة في المنطقة لمعالجة الاهالي..

وتنتهي صفحات الكتاب عام 2002 بموت الزوج وبقاء الزوجة في ذات المكان...

اتمنى الاستفادة من أحداث الكتاب وأحلم ان أراه مسلسلا تلفزيونيا، يكون افضل دعاية وترويج ل» البتراء «.. بدل الكلام « الروتيني « عن السياحة..

 




 

 


 

أخبار متعلقة