الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

حال الوضع فى أفغانستان



كلما خرجت امريكا من افغانستان قامت باكستان بتعبئة الشاغر هى قاعدة سياسية كانت موجودة ويبدو انها ما زالت قائمة فالعلاقات الامنية بين باكستان وطالبان من الواضح انها متصلة واستراتيجية وهى قائمة على تعزيز الحالة الامنية فى افغانستان من خلال الامن الباكستانى كونة قادرا على حماية الاجواء الافغانية ومراكز التمثيل الدبلوماسي فى المفهوم الضمنى للدولة الأفغانية واما المنفذ الجوى فى كابول وممثليات الدبلوماسية للدول فان باكستان ستعمل بالشراكة مع تركيا وقطر وهنغاريا للاشراف الامني على هذه الجوانب الدبلوماسية السيادية وهى معطيات من المهم الاخذ بها عند محاولة الوصول لاستخلاصات حول الوضع فى أفغانستان والذى يبدوا انه تم نقل السلطة فى كابول بطريقة اشبه ما تكون للتوافقية بين القوى الاقليمية المتداخلة والقوى الدولية الراعية وهذا ما يجعل الوضع مطمئنا بالجانب الشكلي لكنه يفرض سؤالا استفهاميا مفاده يقول على ماذا تتم هذه التغيرات وعلى ماذا يتم التوافق؟!.اضافة اعلان


فمما هو معلوم ان باكستان والهند تمتلكان قوة استراتيجية نووية الاولى جاءت من الولايات المتحدة عندما حصلت عليها اسلام اباد نتيجة الاتفاقات الاستراتيجية القائمة مع الولايات المتحدة اما الهند فلقد حصلت على هذه القوة الاستراتيجية النووية من روسيا لذا كانت حركة الوصل بين الهند وروسيا بمساحة الجغرافيا السياسية تكونها الجغرافيا الافغانية وهو العامل الذى ميز جغرافيا افغانستان وجعلها مهمة.

واما العامل الاخر فهو عامل استراتيجي كونه يقوم على قطع الرابط الواصل بين الهند وروسيا وهو ما تقوم به باكستان بشراكة مع دولتين أخرتين حيث يقوم هذا الائتلاف بدور قطع الطريق عن مربع تكوين فى العمق الاستراتيجي للروسي - الهند هذا من جهة ومن جهة فان عودة الطالبان لمسرح الاحداث من باب القيادة يعول عليه بوقف التمدد الايراني فى ميزان المعادلة السياسية والامنية فى هذه المساحة الاقليميه الواصلة بين الصين وباكستان وروسيا عبر افغانستان لذا يصف بعض المحللين ان حركة التبدل السياسي التى تمت في أفغانستان بانها حركة تغيير فى مسار الاحداث على الجبهة الايرانية الافغانية وهذا من شانة اعطاء طالبان دورا وظيفيا جديدا فى المنطقة تجاه الخاصرة الايرانية وبهذا تكون طالبان قد جعلت من كابول نقطة استقطاب لتيارها قابع فى الشمال السورى.
اما الجديد فى نقطة التحول هذه هو مسالة اتخاذ تركيا دور الناقل الواصل بين كابول وواشطن وهذا مردة كما يصف بعض السياسيين لموازاة التدخل الصيني فى المد التركي فى هذه المناطق وهو من شانه ان يحدث تحولا جديدا فى ربوع هذه المنطقة التى يمكن تحويلها الى مساحة اشتباك ميدانى اذا لزم الامر ولما لهذا الوضع من اهمية على صعيد الشرق الاوسط المائل للهدوء النسبي وعلى مستوى الوسط الاسيوى المائل للاشتعال تقف معادلة الضوابط والموازين التى ستشكلها موازين ردة الفعل تجاه هذا التبدل الاستراتيجي فى ميزان الاحداث.

من هنا تندرج اهمية اللقاء الذى جمع رئيس الوزراء بشر الخصاونة ووزير الخارجية ايمن الصفدى بوزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثانى لاهمية الدور الاردنى فى حفظ الامن الاستراتيجي فى للمنطقة والاقليم فالاردن قدم وسيبقى يقدم كل جهد ممكن تجاة تعزيز مناخات الامن والاستقرار للمنطقة ومجتمعاتها وهو ما ارساه نهجا قويما جلالة الملك للدبلوماسية الاردنية بسياساتها التى تقف عليها ازاء مجمل الاحداث فى سوريا كما فى لبنان وتجاه القضية الفلسطينية فالاردن صاحب مكانة رئيسية فى صياغة الاحداث كان وسيبقى لنهجه وقوام رسالته.