الخميس 18-04-2024
الوكيل الاخباري
 

حزمة خامسة بلمسات سياسية



اللمسة الأولى ربط الحزمة الخامسة التي اختصت بالحكومة الالكترونية والتحول للعمل الرقمي بدل الورقي بالفساد والحد منه وان الاتمتة من الادوات والطرق الرئيسة لمحاربة الفساد الصغير، أما اللمسة الثانية فكانت تقديم هذه الحزمة على انها عمل تراكمي ساهم فيه عدد من الإدارات السابقة للوزارة. يضاف لذلك أن ما تم تقديمه كان منطقيا وبالأرقام وان كان الطموح اكبر، ولم تكبر الحكومة حجرها وهي تتغنى بالإنجاز، بل طرحت واقع الحال وبطريقة رقمية قالت للأردنيين هذا ما فعلناه وهذا ما سنفعله، وان الطريق أمامنا ما يزال طويلا ولكننا نعتقد اننا نسير بالاتجاه الصحيح. هذا ما جعل الحزمة الخامسة مختلفة، جل ردود الافعال تجاهها كان حياديا او إيجابيا. حسنا فعل وزير القطاع عندما كرر شكر من سبقوه، وأنه سار وأكمل خطواتهم التي بدؤوها، هذا يدل على حس سياسي محترم منسجم مع التقاليد السياسية الاردنية. الوزير المفشوخ أثبت أنه يؤمن بالدولة ومؤسساتها أكثر من عديد من زملائه الحاليين والراحلين. قبل يومين فقط خرج علينا وزير من الحكومة يبرر أحد أهم قرارات وزارته بأنه أمر فعلته حكومة سابقة، في سلوك يؤشر على ضحالة سياسية تعلي من الذاتية على حساب مصلحة الدولة. ربط الحزمة بمحاربة الفساد كان موفقا لأن لا شيء يغضب الاردنيين ويستفزهم بقدر الفساد واللاعدالة، ومنطقي ومقنع القول إن الحكومة الالكترونية والربط البيني يخفف بالفعل من الفساد الذي اجتاح عددا من مؤسساتنا مع كل أسف.

اضافة اعلان


لا ندري على وجه الدقة الى أي مدى نجحنا في تحقيق هدف الحكومة الالكترونية، وهل نقارن أنفسنا مع من هم أفضل أم أسوأ منّا. ما نعلمه ان المواطن بدأ بالفعل يشعر ويستخدم العديد من الخدمات الحكومية المؤتمتة، فكثيرون يدفعون فواتيرهم وضرائبهم من دخل ومسقفات من خلال التعامل الالكتروني، وقد كان من أنجح ما تم أتمتته معاملات أمانة عمان بعد توجيه ملكي صارم مربوط بزمن قامت بعده الامانة بإدخال الخدمات الالكترونية على غالبية خدماتها ما حد بشكل كبير من التجاوزات والفساد. العملية مستمرة وما ان نحقق مزيدا من الخطوات نحو الالكترونية حتى نبدأ مرحلة الخدمات الذكية التي تعد خطوة متقدمة عن مجرد الاتمتة. ما تزال بعض الخدمات تنتهي بضرورة مراجعة الدائرة الحكومية المعنية، او ضرورة الذهاب لجهة حكومية لإتمام الربع الاخير من المعاملة وهذا لا بد من إصلاحه، ولكن ومع وجود ذلك فما نزال نسير على طريق الاتمتة المتدرج، وقد حد من كم كبير من الفساد المسكوت عنه، وساهم بهذه النقلة عدد من الوزراء الأكفاء الذي أبدع الوزير الغرايبة في تكرار الشكر وتقديم العرفان لهم.