الخميس 02-05-2024
الوكيل الاخباري
 

داود باشا.. كُفتة .. بالتُّركي الفصيح



اغلب النساء « العاملات « يجدن في « الكفتة « الحلّ لاختبارات توفير « طعام « للعائلة.
فكنا كانت تفعل إحدى الزميلات ، تتناول كيس « الكفتة « من « الثلاجة « وتفرد بالصينية وتضعها بفرن البوتاجاز.. وعادة ما تكون الكفتة « مبهّرة « و « مملحة «.. وما هي سوى دقائق وتكون الاكلة جاهزة .اضافة اعلان

انا ، عاشق الكفتة وخاصة حين كنتُ في القاهرة، حيث دعاني الشاعر الراحل أمل دُنقُل إلى « غداء « كباب وكفتة « في غرفته بالمستشفى بحضور الشاعر عبد الرحمن الابنودي والناقد الدكتور جابر عصفور.
واكتشفتُ ان هناك « شكلا « آخر لعمل « الكفتة « وهي « الكُرات الحمراء» المقلية و المغمسة بالصلصلة.. وتُسمّى « داود باشا «.
ومن الاسم ادركتُ أنها ذات أصل « تُركي «..فقد ورثنا مثل هذه الألقاب من الدولة العثمانية ومن المماليك .

وبما أننا نعيش في « الزّمن التركي «.. مسلسلات وسياسة ، فقد عرفتُ ان كفتة داوود باشا أكلة ذات أصول تركية دخلت مصر فى عهد العثمانيين ولكنها كباقى الأطباق التى دخلت مصر والعالم العربي من سنوات طويلة، أدخل عليها المصريون الكثير من التطورات والتغييرات حتى وصلت لشكلها الأخير الذى نعرفه الآن حيث تقدم فى شكل كرات لحم مقلية مطهية داخل صلصة البندورة او الطماطم أو تقدم فقط بشكلها المقلى.

لقد كان داود باشا هو آخر ولاة المماليك الذين حكموا مدينة بغداد، وولد داود في تبليسي في جورجيا، وبيع في بغداد مملوكاً، ثم أعتنق دين الإسلام وتعرف على الوالي سليمان باشا حيث تزوج من أبنته وتدرج في أرقى المناصب في زمانه، ومن ثم أصبح والياً على بغداد بعد وفاة سليمان باشا، فأشتهر عنه غزواته للعشائر المتمردة في لواء الدليم ...

الجميع يعرف بالطبع طبق كفتة داوود باشا المشهور ، وهي عبارة عن كرات مستديرة من اللحم تصف جميعها بجانب بعضها البعض وتقلى بالزيت على درجة حرارة عالية ، ثم يتم وضع صلصة الطماطم عليها حتى تتشربها وتذوب بالفم وهي تُأكل ، ويعد طبق كفتة داوود باشا من الأطباق المصرية الأصلية.

ووفقاً للروايات، فأصل كفتة دادو باشا تركى، فقد ظهرت أثناء حكم العثمانين وبالأخص فى حكم الوالي العثماني «داود باشا»، وكانت الكفتة هى أكثر وجبة يفضلها ويطلب من الطهاة إعدادها باستمرار فكان لا يمل منها ويأكلها كل يوم.

وذات مرة أخطأ أحد الطهاة فى المقادير أثناء إعداده الكفتة للوالى داود باشا، فلم تعجب الوالى، ومن كثرة حبه لها قام بمعاقبة الطاهى الذى أعدها، فأصبح مرتبطاً بهذه الأكلة ارتباطاً وثيقاً، ومن هنا تم تسيمتها على اسمه « كفتة داود باشا».
صحتين وعافية.