الأحد 2024-12-15 02:05 م
 

رأي آخر بشأن التقصير!

01:12 ص
ثلاثة أيام هادئة مريحة ناعسة مع الثلج الأبيض وحجّة قوية لعدم الخروج هذا بشرط عدم فتح التلفاز أو الولوج الى داخل الموبايل فهناك كان الصخب الذي يصمّ الآذان .. صوت الأشجار تقع والجذوع تتكسر والأغصان تتقصف، والجرافات تهدر وتجاهد لفتح الشوارع وخبر مؤلم عن وفاة أحد العاملين عليها، ثم الشكاوى من كل حدب وصوب لانقطاع الكهرباء ولفشل الاتصال مع الشركة وتأخر عمليات الإصلاح، والاستغاثات للحالات الطارئة وسباق على الإدلاء بشهادات تحمل اتهامات بالتقصير في كل الاتجاهات.اضافة اعلان


كان يمكن ان أكون جزءا من المشهد الصاخب لو انقطعت عندنا الكهرباء وسأعيش حالة الاستنفار لتدبير الحال وقد أجأر بالشكوى على وسائل الاتصال. لكن من جهتي باستثناء الإحساس بالخجل من أولئك الذين كانوا على رأس وظائفهم في هذه الظروف القاسية، الجنود على الثغور وعلى أبراج المراقبة وفي الآليات التي تذرع الصحراء مع هذا الزمهرير على امتداد الطرق الترابية تحرس حدودنا وتحفظ أمننا وترصد مهربي السموم الى بلدنا، ورجال الحراسة الذين يقفون لساعات على مداخل المؤسسات والسفارات والمنازل وأفراد الدوريات على الطرق الخارجية ورجال الأمن والطوارىء والدفاع المدني وكل المسؤولين والعاملين بالواجب من مختلف المؤسسات المعنية بحالة الطوارىء من الأمانة والبلديات والأشغال وشركة الكهرباء. أقول يإستثناء الإحساس بالخجل من هؤلاء فليس لدي سبب للضيق.

طبعا اتفهم شكاوى وانتقادات من عانوا في هذه الظروف من انقطاع الكهرباء أو حوادث أخرى لكن بكل صدق أنا لا أرى شيئا حدث خارج حدود المتوقع والمألوف والمبرر. ولا أرى ان هذه الثلجة كشفت عيوبا فائقة غير ما هو معروف بالنسبة للقدرات والكفاءات. نعم كان هناك استعدادات وحالة طوارئ قصوى عند كل المؤسسات لكن من قال انه يمكن للاستعدادات ان تمنع وقوع الأحداث. القضية ببساطة ان عدد الحوادث يفوق كثيرا إمكانية معالجتها جميعا في نفس اللحظة ولحسن الحظ ان حوادث مأساوية كبرى لم تقع. وماذا كان يمكن ان نفعل لأشجار المدينة الرياضية او الأشجار في الشوارع. أنا لا اعرف كيف تتوزع المسؤولية بين البلدية ووزارة الزراعة وغيرها عن الأشجار التي تقع على الأسلاك. وبالعادة هناك اكثر من جهة ينبغي اخذ موافقتها ويجب ان يكون هناك كشف حسي للتأكد ان شجرة تمثل خطرا على اسلاك الكهرباء وينبغي ازالتها او قص افرع رئيسية منها فالقانون يحمي الأشجار ويعاقب ازالتها. وهل كان الحل بإزالة الأشجار الجميلة الباسقة من الشوارع ؟ لا اعتقد ان أحدا كان يرغب بذلك ؟! وربما يستحق البحث أمر التحول الى الكابلات الأرضية داخل المدن كما هو الحال في العديد من دول العالم.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة