الإثنين 29-04-2024
الوكيل الاخباري
 

سيجارة الصُّـبُـح و الشاي المُرّ



كنتُ في الثانية عشرة من العُمْر ..أقضي جزءًا من إجازة المدرسة الصيفيّة في ( الحلاّبات) عند دار ( خالي ) ..بداية تَعَلُّقي بالدخان ..كنتُ أسمع الكبار يتحدّثون بنشوة فائقة عن سيجارة الصُّبح ..انتقلتْ إليّ هذه النشوة أوتوماتيكيًّا ..فأصبحت سيجارة الصُّبح من المقدّسات التي لا تُمسّ ..وكل مَنْ يعتدي عليها جاهل بعلم ( الدخان والسبارس والقُعَمْ ) ..كلّفني ذلك القيام مُبكّرًا كلّ يوم ..للبحث عن بقايا شاي ( إمْتَسِّسْ ) والشاي المْتَسِّسْ له حكاية سأرويها لكم في وقت آخر ..فالسيجارة لا تنفع بدون ( كَسْرة الريق ) ..!!اضافة اعلان


المشكلة عند دار خالي ..كانوا يسهرون طويلًا ويشفطون آخر نقطة في ( الإبريق ) ..ولديهم عُرف من يعمل شاي الصبح يعمل للجميع ..فكنتُ كل صباح أصحو قبلهم وأعبّي الإبريق الكبير وأعمل الشاي بنكهة ( النعنع الناشف ) ..الكلّ يمدح شايي لولا طعم المرار الذي يرافقه قليلًا ..المقادير تمام التمام ..وكل يوم نفس العلّة ..المرار المُرافق للطعم ..وبقيتُ على نفس المنوال ( لعيون سيجارة الصبح ) قُرابة الشهر ..!!

زوجة خالي تصرُخ من المطبخ بأن الملوخيّة الناشفة مسروقة ولم يبقَ منها إلاّ شويّة ..هبّ الجميع إلى المطبخ ..سألتُ أنا ببلاهة : هاي ملوخيّة وإلاّ نَعْنَعْ ؟؟..ضحك الجميع إلاّ أنا ..ضاعت هيبة سيجارة الصبح..!!