الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

طيّب ، بنِحكي .. !!



اكتشفتُ أن أفضل طريقة للتخلص من الأصدقاء و الصديقات الفضوليين الذين يصرون على التحدث معي بسبب وبغير سبب أن أقول لهم كما يفعل معظم الناس» بنحكي». وهي تعني أن للكلام صلة أو أننا سنبقى على تواصل. الاكتشاف الثاني أننا نفعل ذلك في البلاد التي نزورها. وهو ما يعني أن الكلمة «بنحكي»، صارت جزءا من ثقافتنا وسلوكنا ومفرداتنا.اضافة اعلان


ولعل ظهور الهاتف المحمول ساهم في ترسيخ هذه الكلمة. لأننا جميعا وبلا استثناء نستخدم الهاتف المحمول سواء كنا «زناقيل» او «طفرانين».

ومنذ أيام، كنتُ « أتمشّى» في الليل حول البيت، ولمحتُ في العتمة بصيص ضوء حول « حاوية» للقمامة. فظننته في البداية « عين قطّ « جاء يبحث عن « قوت/ قططه». وما ان اقتربتُ أكثر حتى رأيت رجلا ينبش في الحاوية ويستعين بضوء الموبايل للبحث عن العلب الفارغة وما قد يجده من أشياء. وكان ثمة حمار في الجوار ـ حلو السجع ـ، بستخدمه الرجل كـ «سرفيس» في تنقلاته.

الحقيقة كان الحمار ، هادئا، لا يصدر صوتا، مستسلما لارادة وتحركات ورغبات صاحبه. وفجأة رن الهاتف المحمول ، وسمعتُ همسات ، ثم عبارة « بعدين بنحكي». وأدركتُ ان الكائن قد أحسّ بفضولي فأنهى المكالمة على الفور.

لكن كثيرا من السائقين وأصحاب السيارات الفارهة وغير الفارهة ، وبمجرد أن ترى سياراتهم « تترنّح « في الشارع ، تدرك على الفور أن صاحبها يتحدث بالموبايل. وتدرك أكثر أن الطرف الآخر «أُنثى» إذا طالت المكالمة ، أما إذا سمعته يقول : «طيب، بنحكي»، فعليك ان تعرف ـ يا رعاك الله ـ ان الطرف الآخر زوجته. وعندما حاولت سؤال بعض الخبراء في عالم الزواج عن هذه الظاهرة ـ المختصرة ـفي الكلام ، قالوا ان الزوجة عادة ما تطلب « أغراضا « مثل: خبز ولبن. وفي هذه الحالة ليس هناك من رد سوى: بنحكي.

وحتى لا اخسر الزوجات، فإن العشاق أيضا يستخدمون « بنحكي» عندما ينشب « زعل « بينهم وبين حبيباتهم. وكي لا « تتعقد الامور اكثر « يختصر أحد الطرفين الموضوع ويؤجل الحل «كما قضية القدس» الى موعد آخر.

واذا ما فكر أحدكم وسألني «شو اللي خطر ببالك تكتب بهالموضوع» ، أرد عليه: 

« بنحكي » !!.