يخطئ الأردنيون إذا تصوروا أن الإصلاح ( أو التحديث لا فرق ) مجرد وجبة جاهزة، يختارونها من” المنيو” ، ثم يكبسون على أزرار هواتفهم لتصلهم ” دليفري”، وهم يجلسون على “الكنبات” أمام المدافئ والشاشات.اضافة اعلان
يخطئون اكثر، حين يعتقدون أن أغلبية الذين يتحدثون باسمهم ويصرخون دفاعا عن قضاياهم، أو يتعاركون بالنيابة عنهم، يمثلونهم على وجه الحقيقة، أو يتحركون بدافع الضمير العام، أو – حتى- يمتلكون الوعي اللازم لتقدير الموقف، أو الانحياز للقرار، أي قرار.
يخطئ الأردنيون، ثالثا، حين يستغرقون في يأسهم وإحباطهم، ويكتفون بإلقاء اللوم على حكوماتهم ونخبهم ومؤسساتهم، ويتبادلون الشكوى والاتهامات فيما بينهم، ويعلقون خيباتهم على مشاجب الآخرين، ثم ينامون مستريحي الضمائر لأنهم قاموا بالواجب، أو فعلوا ما يجب أن يفعلوه لأنفسهم ولبلدهم، أو لأنهم تصالحوا مع عجزهم، واستسلموا لنصيبهم وقدرهم المكتوب.
يخطئ الأردنيون، رابعا، حين يظنون أنهم بريئون مما حدث في البلد من أزمات وتراجعات، وما أصابه من محن ونكبات، أو حين يستقيلون من مسؤولياتهم وينسحبون من واجباتهم، أو حين ينتظرون أن يأتيهم “المنقذ” ومعه الحل السحري لكل ما يعانون منه، أو حين يستلقون على أمجاد الماضي ويستحضرون تضحيات آبائهم وأجدادهم، او حين يتسابقون لشتم الفاسدين، ما دام أنهم لا يمتون لهم بمصلحة أو صلة.
يخطئ الأردنيون، خامسا، حين يباشرون هجومهم وانتقاداتهم من منصات التواصل الاجتماعي، فيستعملون ما لديهم من مخزون الكراهية ضد بعضهم، او حين يتفرجون على من خرجوا دفاعا عنهم فانتهوا إلى المحاكم، أو حين يلتزمون الصمت عن الخطأ باعتبار الصمت فضيلة، فيما الحقيقة أنه عجز أو تهرب من المسؤولية.
يخطئ الأردنيون، سادسا، إذا راهنوا على احتجاجات الشارع ، مهما كانت أنماطها، فحركة الجسد الشعبي تبقى مجرد صرخات سريعا ما تتبدد في الفضاء، والنظام السياسي قادر دوما على التكيف معها بحلول مؤقتة، ثم تجاوزها، فيما الحل الأصوب هو بروز “كتلة تاريخية أردنية” قادرة على تقديم مشروع وطني، ولو بهدف واحد، للخروج من الأزمة نهائيا، والانتقال نحو مرحلة جديدة مختلفة.
يخطئ الأردنيون، سابعا، إذا ظلوا مشغولين بالقضايا الهامشية على حساب القضايا الكبرى، منقسمين على أساس الولاءات والمصالح الضيقة، ومشدودين للتصنيفات المغشوشة التي حولتهم من أسرة واحدة إلى مجاميع ومكونات، ومرعوبين من الفزاعات التي تنصب لتخويفهم من المستقبل، أو تشكيكهم ببعضهم، أو استفزازهم لإفراز أسوأ ما فيهم.
يخطئ الأردنيون، ثامنا، إذا ما استغرقوا في فكرة الوحدة العربية، وتبادلوا أحلام التحرير والخطابات، على حساب فكرة “الدولة الوطنية” والصالح العام للأردنيين، لقد خسرنا – كأردنيين- بسبب الأولويات المعكوسة التي قدمت مصلحة الخارج على الداخل، فرصا ثمينة لبناء الدولة الوطنية القوية والعادلة، كما خسرنا ” الحزبية” كرافعة سياسية، والهوية التي تعرفنا وتميزنا، كل ذلك بسبب أحلام التوسع والتسمين والإعجاب بالآخرين، وتبني قضاياهم، والانقسام على جبهاتهم، والنتيجة أننا ظلمنا بلدنا، كما ظلمه الآخرون تماما.
يخطئ الأردنيون، تاسعا، إذا لم يعلموا أبناءهم درس الحرية، فلا إبداع ولا إصلاح ولا ديمقراطية في غياب الحرية، ودرس الوطنية، فلا معنى للمواطنة والعدالة بلا انتماء لوطن يكون هو القضية الأولى، ودرس الأخلاق والقيم السامية، فلا حياة طيبة ولا أمان بلا مرجعيات حاكمة، ودرس العلم والدين الصحيح، فلا اشتباكات حقيقية مع الحياة والناس، إلا باكتشاف سر العمران، والتحرر من عبودية الطقوس، والجهل والوصايات الأرضية.
يخطي الأردنيون، عاشرا، إذا لم يتحرروا من عقد كثيرة لازمتهم وأفقدتهم القدرة على الحركة، وعلى رؤية الحاضر والمستقبل معا: عقدة الخوف، والمظلومية، والكراهية، والاتكالية، والانتقام من الذات والآخر، المعاندة والتعصب، وعقدة الهروب للمجهول، والقبول بالنصيب المكتوب.
يخطئون اكثر، حين يعتقدون أن أغلبية الذين يتحدثون باسمهم ويصرخون دفاعا عن قضاياهم، أو يتعاركون بالنيابة عنهم، يمثلونهم على وجه الحقيقة، أو يتحركون بدافع الضمير العام، أو – حتى- يمتلكون الوعي اللازم لتقدير الموقف، أو الانحياز للقرار، أي قرار.
يخطئ الأردنيون، ثالثا، حين يستغرقون في يأسهم وإحباطهم، ويكتفون بإلقاء اللوم على حكوماتهم ونخبهم ومؤسساتهم، ويتبادلون الشكوى والاتهامات فيما بينهم، ويعلقون خيباتهم على مشاجب الآخرين، ثم ينامون مستريحي الضمائر لأنهم قاموا بالواجب، أو فعلوا ما يجب أن يفعلوه لأنفسهم ولبلدهم، أو لأنهم تصالحوا مع عجزهم، واستسلموا لنصيبهم وقدرهم المكتوب.
يخطئ الأردنيون، رابعا، حين يظنون أنهم بريئون مما حدث في البلد من أزمات وتراجعات، وما أصابه من محن ونكبات، أو حين يستقيلون من مسؤولياتهم وينسحبون من واجباتهم، أو حين ينتظرون أن يأتيهم “المنقذ” ومعه الحل السحري لكل ما يعانون منه، أو حين يستلقون على أمجاد الماضي ويستحضرون تضحيات آبائهم وأجدادهم، او حين يتسابقون لشتم الفاسدين، ما دام أنهم لا يمتون لهم بمصلحة أو صلة.
يخطئ الأردنيون، خامسا، حين يباشرون هجومهم وانتقاداتهم من منصات التواصل الاجتماعي، فيستعملون ما لديهم من مخزون الكراهية ضد بعضهم، او حين يتفرجون على من خرجوا دفاعا عنهم فانتهوا إلى المحاكم، أو حين يلتزمون الصمت عن الخطأ باعتبار الصمت فضيلة، فيما الحقيقة أنه عجز أو تهرب من المسؤولية.
يخطئ الأردنيون، سادسا، إذا راهنوا على احتجاجات الشارع ، مهما كانت أنماطها، فحركة الجسد الشعبي تبقى مجرد صرخات سريعا ما تتبدد في الفضاء، والنظام السياسي قادر دوما على التكيف معها بحلول مؤقتة، ثم تجاوزها، فيما الحل الأصوب هو بروز “كتلة تاريخية أردنية” قادرة على تقديم مشروع وطني، ولو بهدف واحد، للخروج من الأزمة نهائيا، والانتقال نحو مرحلة جديدة مختلفة.
يخطئ الأردنيون، سابعا، إذا ظلوا مشغولين بالقضايا الهامشية على حساب القضايا الكبرى، منقسمين على أساس الولاءات والمصالح الضيقة، ومشدودين للتصنيفات المغشوشة التي حولتهم من أسرة واحدة إلى مجاميع ومكونات، ومرعوبين من الفزاعات التي تنصب لتخويفهم من المستقبل، أو تشكيكهم ببعضهم، أو استفزازهم لإفراز أسوأ ما فيهم.
يخطئ الأردنيون، ثامنا، إذا ما استغرقوا في فكرة الوحدة العربية، وتبادلوا أحلام التحرير والخطابات، على حساب فكرة “الدولة الوطنية” والصالح العام للأردنيين، لقد خسرنا – كأردنيين- بسبب الأولويات المعكوسة التي قدمت مصلحة الخارج على الداخل، فرصا ثمينة لبناء الدولة الوطنية القوية والعادلة، كما خسرنا ” الحزبية” كرافعة سياسية، والهوية التي تعرفنا وتميزنا، كل ذلك بسبب أحلام التوسع والتسمين والإعجاب بالآخرين، وتبني قضاياهم، والانقسام على جبهاتهم، والنتيجة أننا ظلمنا بلدنا، كما ظلمه الآخرون تماما.
يخطئ الأردنيون، تاسعا، إذا لم يعلموا أبناءهم درس الحرية، فلا إبداع ولا إصلاح ولا ديمقراطية في غياب الحرية، ودرس الوطنية، فلا معنى للمواطنة والعدالة بلا انتماء لوطن يكون هو القضية الأولى، ودرس الأخلاق والقيم السامية، فلا حياة طيبة ولا أمان بلا مرجعيات حاكمة، ودرس العلم والدين الصحيح، فلا اشتباكات حقيقية مع الحياة والناس، إلا باكتشاف سر العمران، والتحرر من عبودية الطقوس، والجهل والوصايات الأرضية.
يخطي الأردنيون، عاشرا، إذا لم يتحرروا من عقد كثيرة لازمتهم وأفقدتهم القدرة على الحركة، وعلى رؤية الحاضر والمستقبل معا: عقدة الخوف، والمظلومية، والكراهية، والاتكالية، والانتقام من الذات والآخر، المعاندة والتعصب، وعقدة الهروب للمجهول، والقبول بالنصيب المكتوب.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي