السبت 27-04-2024
الوكيل الاخباري
 

عنصرية أوروبا ..




لا إثارة أبحث عنها أو أنتظرها من وراء متابعة أحداث الحرب في اوكرانيا، لا شيء قد يدهشني، لكن بعض المواقف والأخبار رغم انها مؤسفة، إلا أنها تشعرني بالرضا..اضافة اعلان

لا أخفي قناعتي بمشروعية المطالبات الروسية التي دفعتها للتدخل في أوكرانيا، وأشعر بالتعاطف مع الأوكرانيين الذين يتولى شؤونهم رئيس كالممثل زيلينسكي، فهذا الشاب ما زال يمارس التهريج حتى الآن، وحين تستمع لبعض الفيديوهات «على ذمة مترجمها»، ويتحدث زيلينسكي مطالبا بتدخل الناتو، تدرك بما لا يدع مجالا للشك بأن الرجل لا يفهم سياسة ولا قانونا، فمطلبه بتدخل الناتو للاشتباك مع دولة نووية تدافع عن حدودها، هو مطلب يقيم حربا عالمية أو نووية، فلا يمكن اعتبار روسيا مثل «فلسطين والعراق وليبيا ولبنان وكل الدول العربية»..

اقول لا يمكن اعتبار روسيا مثلنا.. والاوروبيون يقولون عن اللاجئين الأوكرانيين بأنهم لا يمكنهم اعتبارهم مثل جماعة الشرق الاوسط « فلسطين..العراق.. سوريا.. ليبيا.. اليمن.. لبنان.. يعني كلنا ما عدا الكيان الصهيوني، لا يمكن مقارنتنا ولا مقارنة حقنا الإنساني بحقوق الاوروبيين!.. وهذا لا يثيرني شخصيا، لأنه ليس جديدا بالنسبة لي، ولا أحتاج متابعة تصريحات مسؤولين سياسيين أو نخب اوروبية لتقوله، فهي تفعله فينا منذ 100 عام، حين تقاسمت اراضينا وأوطاننا ومواردنا، ثم قسمتها على الشكل الذي يسمح لزراعة كيان غاصب فيها، ليكمل إجرامه وتخريبه وتدميره وتهجيره بحقنا وحق اوطاننا ومواردنا ..

لا نحتاج أن نسمع لا مواطنا ولا صحفيا ولا قائدا سياسيا يتحدثون من أوروبا بعنصرية ضدنا، واعتبارنا دون مستوى من يعتبرونهم بشرا، بينما نحن يجوز حرقنا وحرق أطفالنا واوطاننا ومواردنا، ويحق لهم أن يقتلوا فينا أية حرية ومحاولة لاسترداد حقوقنا وكرامتنا..
دعوكم من الديمقراطية والحرية الأوروبية، فهي لا تليق بنا ولا يمكن ان يعاملنا هؤلاء على أساسها، وكل صراعاتهم في اوطاننا او حولها بلا أخلاق ولا قوانين فعلية، سوى القتل والتدمير والحرق، والخطاب السياسي والإعلامي محضر سلفا بعد انتهاء جرائمهم في بلادنا، لكن ثقافتهم التي استقرت في عقول وسلوك مواطنيهم، ومن حيث لا يعلمون، ستشكل لهم مشكلة عصية على الحل، لأنها ثقافة عنصرية شوفينية ستتحول ضدهم كلما اختلفوا او اندلعت بينهم صراعات.

بعيدا عن مسرح الحرب الدائرة في شرق اوروبا عسكريا، وفي كل اوروبا وغيرها سياسيا واقتصاديا، فنحن كعرب كسبنا جولة حتى الآن، فكلنا اعتقدنا او كدنا أن نعتقد ان عنصريتهم لن تظهر على هذا الشكل، وفي حدث لا علاقة او دور للعرب فيه، ومع ذلك فقد صدرت عنهم عنصرية ضدنا، ستشكل بل كانت بمثابة درس تثقيفي لكل الشعوب العربية ولكل الأجيال التائهة، لم يكن ممكنا من دونه إقناعهما بأننا بلا حقوق ولا كرامة إنسانية في تفكير وموازين الغرب والشرق.
نعم لسنا مثلكم ولا نشبهكم ولا ننتظر منكم إنصافا، فنحن أفضل منكم في كل شيء لأننا جزء من أمة قال عنها خالقها وخالق الأمم «كنتم خير أمة أخرجت للناس».
ومهما اقنعناكم بغير ذلك -إن استطعنا اقناعكم- فأنتم تعلمون، ومتأكدون بأنكم دونيون مقارنة بنا إلا إن كنتم أو أصبحتم «منا وفينا».