الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

كائن الليل الوحيد



كان أغلب الناس يتوقّعون ان أصبح « مذيعا « أو بلغة الزميلة اية قُمق « مووزيع «...

لكن الله ( سلّم) الإذاعات من صوتي بعد أن « انحرفتُ « وهي إحدى « انحرافاتي « وتحوّلتُ إلى «مهنة المتاعب» .. الصحافة.اضافة اعلان


فقد بدأتُ حياتي عاشقا للميكروفون.. طبعا « ميكروفون المَدرَسة.

وكنتُ ولمدة 5 اعوام متتالية ، « اصفع « رفاقي طلاب المدرسة « الاعدادية والثانوية ب « كلماتي» « الصباحية.

وفي ساعات الليل، لم تكن وصلت بيتنا « الكهرباء « بعد.وكان أبي « يوطّي « فتيلة « قنديل الكاز « بعد صلاة العشاء .. وهو الموعد « الرسمي « والاجباري للنوم.

ولمّا كنتُ « مُتمرّدا « من صغري ، قررت..ُ اعلان التحدي والخروج الى اقرب « عمود كهرباء « كي أقرأ واتابع برامج الإذاعة مستعينا ب كرسيّ مصنوعة قاعدته من القشّ.. وبدون ظَهر.

طول عمري مش مدعوم

كنت احفظ مواعيد برامج رواد العمل الاذاعي الأردني: 

عائشة التيجاني، عصمت الدجاني، جبر حجّات ، سلوى حدّاد ، سعاد عودة ، ابراهيم الذهبي، معاذ شقير وزوجته ليلى القطب وباقي نجوم الإذاعة في الستينيات السبعينيات.

وكنتُ ابعث لبعضهم رسائل تحمل إعجابه وأحيانا « خواطر « شاعرية ..انتظر رأيهم فيها.

وكان بعضهم ينصحني بالمزيد من المطالعة والقراءة..كي أصبح مثقفا.

وكنت وما زلتُ اتعلّم من أصحاب التجارب والخبرات ومقّدمي النصائح.. الصادقة.

كان الناس العابرون.. يمرّون من امامي و يستغربون من وجود « كائن « وحيد في عتمة الليل..لا يأبه لهم وكل تركيزه امّا في صفحات كتاب او في جهاز الراديو « المذياع» الصغير.

كانت أحلامي فوق السحاب.. واتنقل في اهتماماتي بين الفكر والفن والأب.

أحب البرامج الصباحية ومنها برنامج « مرحبا يا صباح « التي كانت تقدمه سعاد عودة.

وفي منتصف الليل ،كنت..ُ اعشق صوت عصمت الدّجاني في برنامجه « شُرفة القمر « وسلوى حدّاد في برنامجها « همس الليل «.. وكان لكل برنامج خصائصه.

الدجاني..، يغمّس الشعر باغنيات فيروز .. بينما كانت سلوى حداد تغسل الشِّعر بالموسيقى..

كانت.. ايّام !!!