الخميس 28-03-2024
الوكيل الاخباري
 

لا تعديل ولا تبديل على الحظر



منذ أيام قليلة بدأت أضعف أمام حرج عدم المصافحة، وتخليت عن التزامي، وأمس الأول شعرت بمغص في المعدة، فبدأت أراجع ما يمكن أن أتذكره من الأشخاص الذين رأيتهم في الأيام الماضية، وتظهر على الشاشة الذهنية تلك المصافحات، التي شاركت بها غير راض عنها، وكنت بعد كل مصافحة أسرع الى المعقمات، وأبدأ «بلغمطة» الكفين، وأمس صباحا قررت أن لا مصافحات ولا خروج عن الحظر مهما كانت الأسباب، و»اللي بده يزعل يزعل».. لكنني وفي الساعة الثامنة والربع من صباح أمس، صافحت زميلين عزيزين ، وكذلك فعلت مع عدة أشخاص قابلناهم ثلاثتنا، حيث تمنعت «وحيدا» عن المصافحة، لكن في النهاية قلت «الموت مع الجماعة رحمة».. كنت أقول للناس: ديروا بالكو مني يمكن أكون «مخالط».اضافة اعلان


لم تنته الجائحة، ولم يجدوا لقاحا، وتوفى بسببها أكثر من نصف مليون آدمي، والإصابات بعشرات الملايين، وما زال العالم صامد في مواجهتها، وكذلك يجب أن نكون ونستمر في الأردن، رغم كل التضحيات والخسائر، ورغم أن أكبر وأقوى الشركات بدأت ترضخ للأمر الواقع وتستعد لمزيد من الخسائر والمصائب، حيث لا يمكن لتلك الشركات القوية الصمود أكثر مع الالتزام بدفع الرواتب لموظفيها، وهي لا تعمل ولا دخل يدخل حساباتها، لا سيما تلك المختصة بالنقل والسياحة، كيف يعملون ولا مسافرين قادمين للبلاد ولا مغادرين؟ ومن وين يجيبوا رواتب للناس!.

هناك الكثير من الفعاليات الاقتصادية يمكنها الاستمرار والعمل وفق هذه الظروف، وهي الفعاليات التي تعتمد على السوق الداخلية، لكن ما مصير تلك التي تعتمد على الحركة عبر الحدود والمعابر المختلفة، ولا أعني شركات أو وسائل نقل البضائع، فهذا قطاع ما زال نشطا ولم يتأثر مقارنة مع الذين يعتمدون على نقل الركاب والسياحة، ويعتمدون على الطيران.. هذه شركات كبيرة وقد صمدت في الفترة الماضية ولم تقطع الرواتب عن موظفيها، وقد سبق أن كتبت عن لقاء جمعني بمدير عام شركة جت للنقل السياحي، وذكرت استعداد الشركة للاستمرار في دفع رواتب موظفيها رغم التعطّل، وآنذاك قال لي وزير النقل الأسبق بأن الشركة كانت دوما توفر احتياطيا من المال، ولا أعلم إن كانت قد استنفدته أو شارفت على هذا، فمن أي ستأتي برواتب حوالي 800 موظف؟.. وماذا يمكنهم مثلا أن يقرروا بسبب عدم وضوح الرؤية بشأن وقت العودة الكاملة للحياة العامة، وفتح الحدود والمطارات.. لا مواعيد عودة واضحة، والجميع يتفهّم ظروف الجائحة.

وهناك قطاعات متوقفة وأصبحت تعاني من مشاكل كبيرة، وقد لا يمكنها الاستمرار حتى وإن عادت الحياة لطبيعتها، كالمراكز الثقافية التي تعتبر مرحلة مهمة من مراحل العام الدراسي المدرسي الأخير، فهذه المراكز توقفت منذ شباط بل هي توقفت عمليا منذ بداية العام، تبعا لتحول الحياة الدراسية في كل المؤسسات التعليمية للتعليم عن بعد، حيث لا يمكن مقارنة وضع هذه المراكز بالمدارس الخاصة، لا سيما بعد أن انتهى العام الدراسي، واستمر تعطيل هذه المراكز ومنعها من استقبال الطلبة الراغبين في الإنخراط ببرامج تدريس صيفية، في إطار الاستعداد المعروف للثانوية العامة لعام 2020 – 2021 ، وقدا هاتفني أكثر من مدير ومالك لهذه المراكز وبعض الأهالي، وكلهم يطلبون مناشدة الحكومة السماح لهم بالعودة للعمل، لكن الجواب دوما من طرفي يكون بسؤال: «ماذا عن كورونا؟ وكيف سيكون حالكم لو تفشى الوباء من خلال مراكزكم؟!.

هذه حال الجائحة، ولا يملك المسؤول أن يتغاضى عن خطرها، لأنه لا يحتمل أن يكون سببا في انتشارها في مجتمع اختار السلامة والصحة لأفراده ووضعها فوق كل اعتبار.. ربنا يلطف بنا جميعا.