الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

« محّاية» الشعوب العربية



إبني «خالد»، الله يخليلكم، كان وهو صغير «مُجرم» مَحّايات. وأخوكم، الذي هو أنا، العبد الفقير الى رحمة الله، كنتُ كل يوم والثاني، أذهب الى المكتبة لشراء «محّاية» جديدة. وقد اكتشفتُ فيما اكتشفتُ، أن ولدي، يستهلك «محّايات» بقدر ما يستهلك «سائقو السرفيس» قهوة وشاي وسجائر.اضافة اعلان


ولاحظتُ، فيما لاحظتُ أن ولدي يُمسِك بالمحّاية وكأنه «يعصرها، أو «يخنقها»، ويظل «يمسح» بها حتى تجرح الدفتر وتُفسد الورق «المسطّر».

ولكثرة ما «يمحي» بها، أقصد» المحّاية» يصير لونها «أسود» مثل «قَرن الخرّوب».

الغريب أن الولد أو الغلام، كان لا يدرك ان ما يفعله صار «هباء»، لأن «المحّاية» انتهت «صلاحيتها»، وتحوّلت الى «قطعة بلاستيك» وهي أقرب الى «كوشوك» السيارة منها الى اداة لمساعدة الطالب النجيب.

ما يفعله بنيّ الصغير، اجده يتكرر في الواقع الذي نعيشه.

 

الزعماء عامة يتعاملون مع الشعوب العربية باعتبارهم كائنات بلا ذاكرة.

فكلما أصابت الأمة « محنة « أو « مأساة « . لجأوا ل كلام يشبه « محّاية « ابني خالد القديمة.

. لا يصدّقون ان ما كانوا يفعلونه في الماضي لا يصلح للزمن الحالي.

تغيّرت الدنيا وعقليتهم كما هي.

و هم لا يدرون ان «المسّاحة» فقدت سماتها وخصائصها.

يا جماعة، المحّاية بطّلت تمسح،

شوفوا غيرها ... !