الأربعاء 01-05-2024
الوكيل الاخباري
 

مشاعر ناشفة



كنتُ صديقا ورفيقاً للمرحومة أُمّي.. وكانت تأخذني معها في زيارتها ومشاويرها النسائية وتاتمنني على « أسرارها «.اضافة اعلان


وقتها كنتُ « أصغر إخوتي «.. والطفل « المدلل « للعائلة.

رغم ذلك ، لم تكن صداقتي للسيدة الوالدة تخلو من « معاقبتي « كلما فعلتُ ما يوجب العقاب...

دي حاجة ودي حاجة

اتذكر عندما كانت نساء الحارة يجتمعن في « مخيم اربد « في ايام الصيف للتعاون في مشروع « تنشيف « الملوخية والبندورة والبامية وغيرها مثل تحويل العنب الى « تطلي « او « مربّى «.

وكانت نساء الحارة يتعاونّ كل مرة عند واحدة منهنّ...

وكنتُ مكلّفاً بالصعود إلى « الحيطة « بالقفز مثل « العصفور « او « القرد « إلى سطح البيت، وكانت مهمّتي حراسة « سليقة « القمح ومنع الطيور من الاقتراب من حبّات القمح الطرية.

كنتُ أشعر بالملل.. جسدي على سطح البيت وعقلي مع اولاد الحارة.. الذين كانوا يلعبون كرة القدم وأحيانا « يشوطون « الكرة إلى حيث اكون.. انا و سط صيحات والدتي :

ولك يا ( قريد العِشّ ) اي يا صغير ، انتبه العصافير بلاش ياكلوا « السليقة «..

وأحيانا كنتُ ارافق أُمّي إلى حيث مشروع « عمل « دبس / ميّة البندورة .. التي توضع بكميات في وعاء ضخم ويترك على النار يغلي حتى يتحول الى جحيم.

كانت نساء الزمن الماضي وأقصد امهاتنا ، يحولن فواكه الصيف إلى « مونة « الشتاء القادم.

وكنا نشتري ارتال من « الملوخية « الخضراء بعيدانها العملاقة وتقوم امي ومجموعة نساء الحارة ب « تقطيمها « وفصل الاوراق عن العيدان وتركها تجف ومن ثمّ تُحفظ الشتاء.

هناك العديد من « الطبخات « التي كانت النساء تنشغل في تجفيفها لتكون جاهزة في غير موسمها.

تلك الأيام.. كانت مشاعر الناس « صادقة « وليس مثل هذه الأيام مشاعر « مجففة « و « ناشفة «.

الله يرحمك يمّه ..