الخميس 18-04-2024
الوكيل الاخباري
 

هل ينجح الكاظمي؟



منذ ان تولى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مهام عمله بعد مظاهرات واشهر من عدم القدرة على تشكيل حكومة توائم بين الاحزاب البرلمانية والقوى السياسية العراقية، اعلن سياساته التي تسعى لترسيخ استقلال العراق وسيادته والنأي عن ان يكون ساحة مواجهة امريكية ايرانية، او ان يكون امتدادا لنفوذ ايران او امريكا في المنطقة. رؤية الكاظمي عراقية وطنية جلبت له الكثير من الاحترام من قبل العراقيين والقوى الاقليمية، لكن يبقى السؤال: هل سينجح في مسعاه الاستراتيجي الهام، وهل البيئة السياسية والامنية العراقية مهيأة لمثل هذه الرؤية، ام ان مهمته شبه مستحيلة لن يقوى عليها وسينتهي به الامر اما مطرودا من قبل البرلمان او ربما مغتالا من قبل القوى التي تتناقض مع مسعاه السيادي.اضافة اعلان


الكاظمي رئيس سابق للجهاز الامني الاهم في العراق ما يعني انه يعي تماما خطورة رؤيته ويدرك حجم التغول الايراني بالمشهد العراقي لذلك فالافتراض ان الرجل يعلم ما هو مقدم عليه. بالرغم من ذلك، فلا يوجد اسباب تجعلنا نتفاءل بأنه سينجح في مسعاه الذي اعلنه. سبب التشاؤم مرده حجم التغول الايراني السياسي والامني والاقتصادي بالعراق، ووجود قوى سياسية وبرلمانية تعلن جهارا نهارا كما يعلن حزب الله في لبنان الولاء العلني والمطلق لايران، وتلك القوى تريد ان يكون الوضع الطبيعي للعراق ساحة امامية لايران ويأتمر بأمر ولاية الفقيه فالقصة بالنسبة لهم عقدية دينية لا تقبل التحليل والتأويل. العراق مرتهن لايران ليس على مستوى القيادات السياسية العليا والمؤسسات التنفيذية والتشريعية فقط، بل ايضا على كل مستويات الادارة من المحافظين والمسؤولين الذين يتبعون للسلطات العراقية ولكنهم ينسقون ويخلقون آليات اعتماد متبادل تتبعهم لايران. لدرجة ان الروزنامة الزراعية العراقية واستيراد الخضار والفواكه يعتمد على توقيت المحاصيل الايرانية، فإن نفدت المنتجات الايرانية سمح للعراق بالاستيراد. الحال ذاته مع موارد النفط وعقوده لذلك فخط النفط العراقي عبر الاردن لن يتم ما دام لا ارادة ايرانية بذلك.

مسعى الكاظمي مهم للعراق ومستقبله ويجب دعمه بكل الطرائق، لكن المشكلة ليست في ارادة قيادات العراق فقد حاول رؤساء وزراء عراقيون قبله ترسيخ سيادة العراق دون جدوى. المشكلة في طهران ونفوذها واياديها الممتدة في الاقليم، وما لم يتم التعامل مع هذه المشكلة في عقر دارها فلن ينجح الكاظمي ولا غيره.

لقد كانت الحرب على العراق في عام 2003 كارثية للتوازن الاقليمي، إذ ادت لاطلاق يد ايران في المنطقة وعلى نحو خطير، ومن ضمن ما كسبته ايران ان العراق تحول الى ساحة امامية لها ولنفوذها وفقد بعده العربي وقدرته على ان يكون دولة فاعلة في المنطقة. المطلوب عربيا ودوليا ان لا يترك العراق مرتعا للنفوذ الايراني وذلك اضعف الايمان. لا بد من الاشتباك مع العراق وارسال السفراء ومحاولة موازنة النفوذ الايراني على مدى بلاد العراق الممتدة.