كفى وقاحة، وكفى دناءة سياسية، وكفى تطاولًا على وطنٍ علمكم معنى الشرف.
من يشكك في الدور الأردني تجاه فلسطين لا يجهل التاريخ فقط، بل يتعمد طعنه لحساب أجندات مفضوحة. ومن يطعن في الهيئة الخيرية الهاشمية، إنما يطعن في أطهر يد امتدت إلى غزة بالدواء والغذاء لا بالخطابات ولا بالشعارات الفارغة. ومن يهاجم القوات المسلحة الأردنية والخدمات الطبية الملكية، فهو لا يعرف شيئًا عن الفداء ولا عن التضحية.
أيدٍ أردنية حملت المساعدات وسط الخطر، وطائرات سلاح الجو الأردني أنزلت الإغاثة في قلب النار، بتوجيه مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، وبمتابعة حثيثة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لا سعياً لمجدٍ شخصي ولا طلبًا لأجر، بل لأن هذا هو الأردن… الأردن الذي لا يخون، لا يساوم، ولا يبتز.
إننا في لجنة فلسطين النيابية، نرفض رفضًا قاطعًا هذه الادعاءات الساقطة التي لا تمتّ للواقع بصلة. ونقول لمن يروّج لها، من منصات الذباب الإلكتروني وحتى بعض الأبواق الحاقدة:
افتراءاتكم لا تسيء إلى الأردن، بل تفضح عجزكم، ونفاقكم، وخواء ضمائركم.
نُذكّركم أن الأردن لم يبنِ مجده على المزاودات، بل على دماء الشهداء، ومواقف العزّ التي لا تتغير مهما اشتدت الرياح. وإن كنتم تبحثون عن بطولات زائفة في مرآة الأكاذيب، فالأردن ليس مرآة لأحد. نحن الفعل، وأنتم مجرد ضجيج وظلّ.
إلى كل من تجرأ على التطاول، وتهجّم على الهيئة الخيرية الهاشمية، والجيش العربي، والخدمات الطبية، نقولها صراحةً وباحتقار:
اخسأوا، فإنكم لا تملكون حتى شرف الوقوف خلف هذا الوطن، فكيف بجرأة النيل منه؟
من يشكك في ما قدّمه الأردن لغزة لا يستحق الرد، بل يستحق التجاهل… لكن لأن الصمت على الوضاعة خيانة، نرد اليوم بأعلى الصوت:
الأردن لا يتقاضى أجرًا على ضميره، ولا يمنح مواقفه بفاتورة، بل بقرار سيادي، وكرامة راسخة، ونخوةٍ لا يفهمها من باعوا قضاياهم مقابل حفنة شعارات.
الهيئة الخيرية الهاشمية أطهر من أن تُلمَز من فم مأجور، وجيشنا العربي أرقى من أن يُساء إليه من منصة صفراء أو حساب مموّل.
أما جلالة الملك وولي عهده، فهما في خط النار لا في كواليس المتفرجين، وهما من يوجّهان، ويتقدّمان الصفوف، لا من يكتفيان بالشجب والاستنكار.
ونسأل المشككين، بكل وضوح:
من أنتم حتى تسألوا الأردن عن شرفه؟ وماذا قدّمتم لغزة؟ التغريدات؟ أم صور الاستعراض؟
الأردن لا ينتظر شهادة من أحد، لكنه لن يسكت حين تُمس كرامته، أو يُساء إلى أبنائه الذين يعملون بصمت من أجل فلسطين.
فاحفظوا سمومكم لأنفسكم…
الأردن محصّن بالكرامة، متجذر بالمواقف، لا تهزه حملات التشويه، ولا تلوّثه أصابع الذباب.
وسيبقى الأردن كما عهدناه: سندًا لفلسطين، وخصمًا لكل مشكك ومتآمر، وخصيمًا لكل من باع وتلون.
عنكم،
رئيس لجنة فلسطين النيابية
النائب المهندس سليمان عبدالعزيز السعود
-
أخبار متعلقة
-
"خارجية الأعيان" تناقش آخر التطورات في المنطقة
-
مساعد رئيس النواب: الشباب هم القوة الدافعة والمحركة للتنمية المستدامة
-
مقترح الرد على خطاب العرش السامي جاهز للتقديم لمجلس النواب
-
القاضي يلتقي رئيس وأعضاء مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب
-
القاضي يلتقي رؤساء الكتل ويترأس أول اجتماع لمكتب دائم النواب
-
"زراعة الأعيان" تناقش ملف مصانع الألبان
-
عطية: خطاب العرش السامي رسم خارطة طريق واضحة لمسارات التحديث والتنمية
-
"تربوية الأعيان" تلتقي أمين عام المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا
