حادثة قيام قوة اميركية خاصة باختطاف أبو انس الليبي من طرابلس تثير التساؤلات حول العلاقات بين واشنطن وطرابلس كما انها تفتح الأنظار على ما وصلت اليه العلاقات العربية الاميركية منذ بداية الربيع العربي.
العهد الجديد في ليبيا لم ينجح في إسقاط حكم القذافي خلال وقت قصير الا بالمساعدات الاميركية السياسية والعسكرية والمالية، لولا هذه المساعدات التي ساهم فيها الأوروبيون لربما كانت الحرب لا تزال مستمرة في ليبيا وقد تكون أسوأ مما يحدث في سوريا. مع ذلك لم تتحول ليبيا الى دولة صديقة بل ظهر فيها من التنظيمات والتيارات التي ترفع شعارات الحرب على أميركا وفي مقدمتها أنصار القاعدة التي ينتمي إليها أبو انس الليبي، والنتيجة الاعتداء على السفارة الاميركية في 2012 وقتل السفير كريستوفر ستيفنز الذي عرف بتعاطفه مع الثورة الليبية.
عندما كان الاخوان يحكمون مصر اتهموا بانهم صنيعة اميركية بسبب المواقف التي اتخذتها إدارة اوباما المؤيدة لإسقاط مبارك لكن عندما اندلعت المظاهرات ضد السفارة الاميركية في بداية عهد مرسي سئل اوباما عما يجري في نظام ساعدته واشنطن فأجاب «مصر ليست دولة صديقة لكنها ليست عدوة». هذا الجواب يلخص حالة الغموض التي يعيشها الموقف الأميركي من أحداث المنطقة بعد الربيع العربي وفي مقدمتها الموقف المرتبك من النظام الجديد في مصر.
في تعليق نشر أثناء ازمة الكيماوي في سوريا جاء ان الأميركيين في حالة من الحيرة فهم اذا ما أقدموا على ضرب سوريا يتهمون بانهم يتآمرون ضد العرب، واذا لم يفعلوا يتهمون بانهم تخلوا عن الشعب السوري وعن حلفائهم العرب. والواقع ان هذا هو حال المنطقة التي تلفها عواصف من الحيرة وعدم اليقين والتخبط، وعلى سبيل المثال بعض العرب يرون في الدعم السعودي والخليجي لثورة الشعب السوري سببا لتعاطفهم مع نظام الأسد باعتبار ان السياسة الخليجية هي الوجه الآخر للسياسة الاميركية في المنطقة، بينما يتجاهلون في الوقت نفسه مساندة الدول الخليجية للنظام المصري الحالي الذين يعتبرونه انتصاراً على (التحالف الأميركي - الإخواني) في المنطقة.
هذه الحيرة والبلبلة حول ما اذا كانت أميركا صديقة او عدوة هي انعكاس للدوامة التي يعيشها العالم العربي وسط مسلسل تبني المتناقضات في السياسات والمفاهيم، مع غياب الرؤيا والقدرة على وضع الأقدام على بداية الطريق الصحيح، انها دوامة باتت تفرض نفسها على علاقات أميركا وأوروبا مع العرب حيث تصدر كل يوم مواقف متناقضة من الأزمة في سوريا وتجاه الموقف من مصر وليبيا وتونس وغيرها، وهو ما يدل على ان العواصم العالمية تعيش حالة من عدم اليقين في تحديد من هو الصديق ومن هو الخصم والعدو في المنطقة.
تصدر بين حين وآخر اقوال بان المخرج للصراع في سوريا يكمن في (الحل اليمني) اي التسوية بين النظام والمعارضة للوصول الى حالة سياسية هلامية من (تعايش الاهداف المتناقضة) ودمج الصداقة مع العداوة، ويبدو ان هذا الحل يمثل وجه السياسة الاميركية الجديدة التي تبدو واضحة فقط في الشق الامني من خلال اعتماد حرب الطائرات بلا طيار لملاحقة رجال القاعدة في اليمن وغداً في سوريا، اوبالعمليات الخاصة كما حدث مع أبي انس الليبي ومع تنظيم الشباب الصومالي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو