د.فخري العكور
لو كان الفقر رجلا لقتلتة' هذا ما قالة خليفة رسول اللة الامام علي بن ابي طالب كرم اللة وجهة..في اشارة قوية الى خطورة الفقر على الافراد والمجتمع واثرة في انهيار الحضارات .
لا يستطيع المرء ان يغمض عينية عن الانتشار الواسع للفقر في المجتمع الاردني , وتستطيع ادراك ذلك في صباح كل يوم ابتداءا من الاشارة الضؤئية ومرورا بالمساجد والبنوك وانتهاءا امام لجان الزكاة وصندوق المعونة الوطني وفي كل هذة المواقع ترى الفقراء من شيوخ واطفال ونساء يستجدون مما يصيب القلب بالحزن والالم...
حقا انة لمشهد محزن ان تصل بنا الامور الى هذا الوضع المزري في بلد صغير لا يتجاوز تعداد سكانة الستة ملايين نسمة ىمكن اسكانهم في حي من احياء بكين او موسكو....
ان انتشار الفقر في بلدنا يعود الى عدد من الاسباب مثل غياب العدالة الاجتماعية وافتقار العدالة في توزيع الموارد والفرص على مناطق الاردن المختلفة بالاضافة الى البطالة الكبيرة وانتشار الواسطة والمحسوبية في التعيينات في القطاع الخاص في ظل توقف التعيينات في الحكومة ,حيث يتم اقصاء ابناء وبنات الطبقة الفقيرة مما يزيدها فقرا , وكل ذلك بسبب الفساد الاداري والاخلاقي لبعض الاشخاص والمؤسسات.
ان المبالغ التي يتم انفاقها من قبل الدولة للحد من انتشار الفقر كالتي تصرف من قبل صندوق المعونة لاتكفي على الاطلاق في ظل ارتفاع خط الفقر الذي تجاوز السبعمائة دينار وهو المبلغ المطلوب ليكفي حاجة الفرد من الغذاء والخدمات بانواعها .
وبحسب التوزيع الجغرافي لمعدل الفقر المطلق فاننا نرى اوضاعا مزرية وفقرا مدقعا يهاجم المناطق والمحافظات البعيدة مثل معان والطفيلة والضليل والازرق وام الجمال والمفرق والاغوار وعجلون وغيرها....
لقد فشلت الدولة في مكافحة هذا الخطر المحدق الذي يتهدد المجتمع بكثير من التبعات السلبية مثل انتشار الجريمة الفردية والمنظمة وانتشار الرذيلة وخروج الاطفال الفقراء من مدارسهم بسبب الحاجة لمساعدة ذويهم وانخراطهم في اعمال مشبوهة وتعرضهم للاستغلال والاعتداء, كما ان هذة الظاهرة ستؤدي الى تفشي الامية والجهل في المجتمع الاردني المتعلم,وهناك خطر تزايد الاحتقان الطبقي الذي قد يتولد عند الطبقة الفقيرة بسبب الشعور بالتهميش من قبل الدولة والطبقة الغنية والذي قد يستغل من قبل بعض الساسة والاحزاب الذين يعملون ضد مصلحة الوطن....
من هنا فاني ارى ان يسارع اغنياء الاردن وهم كثر الى انقاذ المركب الاردني من الغرق وذلك بتفعيل كل الاجراءات الكفيلة بالتصدي لهذة الهجمة الشرسة للفقر على المجتمع الاردني .
ان الاغنياء مدعون اليوم للمشاركة في المشاريع التنموية الصغيرة عن طريق تمويلها وتشغيل الفقراء فيها , كما ان التبرعات السخية ضرورية لاسعاف الايتام والارامل والمطلقات وذوي الاعاقات وطلاب المدارس والجامعات الذين لايجدون ما يسد اقساطهم.
وانة لمن الضروري ان تقوم لجان الزكاة المنتشرة بكثرة في الاردن بتفعيل دورها في مساعدة الفقراء حيث نسمع عن بعض الفساد في هذة اللجان مثل تجميد الارصدة وعدم صرفها على المحتاجين بل على الاقرباء والاصدقاء مما يتطلب رقابة من قبل الدولة.
ان هذا التعاون من قبل الاغنياء والمقتدرين كفيل بصد خطر الفقر وقد اثبت التاريخ العربي عن اختفاء الفقراء قطعيا في المجتمع ولم يجد احد الخلفاء من يرسل لة من اموال الزكاة بسبب تكافل المجتمع بكل طبقاتة ....
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو