الوكيل - مجدي الباطية
هل الطريق الي قلب الرجل هو حقا معدته؟
قد تغضب هذه المقولة بعض العاملات المتحررات لأنها توحي لهن بأن قيمة الزوجة الفعلية هي قدرتها على ارتداء مريول المطبخ والتفنن في اعداد الطعام.
وعلى الاتجاه المعاكس ، يشكو بعض الازواج من التكرار وعدم التنوع في اعداد وجبات الطعام من قبل الزوجات وهو الامر الذي يؤدي الى النفور بين الزوجين احياناً .
وفي هذا الشأن يقول المواطن خالد وهو متزوج منذ سنتين ، انه وبخ زوجته اكثر من مرة ، حتى وصل الامر بينهما الى خلاف عائلي كبير ، بسبب تكرارها لنفس نوع الطعام عدة مرات في نفس الاسبوع .
وعلى سبيل المثال يقول خالد لـ 'الوكيل' ان زوجته في احد الاسابيع طهت للعائلة 'المقلوبة' في ثلاثة اشكال مختلفة ، كانت احداها على زهرة ، ومرة على باذنجان ، ومرة على لحمة او دجاج .
'وصلت المشاكل الى حد الطلاق' في هذا الامر ، يقول الدكتور حسين خزاعي مدرس علم الاجتماع - في حديثه مع 'الوكيل' ، وقد عايشها هو شخصياً في بعض الدراسات .
مبيناً ان هذا الامر سببه التنشئة الاجتماعية 'الغذائية' للزوجة قبل الزواج ، عندما كانت تعتمد على والدتها في الحصول على الطعام ، وتعلم كيفية اعداده ، ولا تعطيها الام مجالاً لاستخدام مهاراتها .
ويشير خزاعي اننا حتى الان وبعد الانفصال عن ابائنا ما زلنا نأكل على ازواق والداتنا ، و بقيت انماط الطعام واحدة ولا يوجد فيها اية تجديد ، وهذا ما يطلق عليه في علم الاجتماع 'الوارثة الغذائية' .
وهذا الامر - يضيف خزاعي - ، يؤدي احياناً الى النفور بين الزوجين ، خاصة ان الكثير من الخلافات الزوجية التي تصل احياناً الى الطلاق سببها الطعام ، الذي يعتبر رفيق درب بين الزوجين ، ويخفف من التوترات بالاسرة .
ودلل خزاعي على كلامه انه شخصياً عاصر خلال عمله في علم الاجتماع حالة طلاق كان سببها كمية الملح في الطعام ، حيث وبعد تكرار الخلاف بين الزوجين على هذا الامر الذي يعتبر 'تافهاً' لدى البعض ، تم الطلاق بين الزوجين.
ويرى خزاعي ان على الزوجة ان تنوع في مواد الاطعمة والوجبات الغذائية للاسرة ، من خلال فحص المواد الغذائية من حيث الفيتامينات وحاجات الجسم المختلفة ، والاطلاع على برامج الطهي في الفضائيات ، والانترنت ، و كتب الطهي .
كما اشار خزاعي الى وجود 44 جنسية مختلفة في المملكة ، من خلالها يمكن للزوجة الاطلاع على الثقافات 'الغذائية' المتنوعة للشعوب الاخرى ، والتنويع في اعداد الوجبات للزوج .
وهكذا تكون الزوجة قطعت شوطاً من الطريق, لا الطريق كله الى قلب الرجل ، فالطريق الى القلب مفروش بعشرات التفاصيل الصغيرة التي تميز كل انسان عن انسان اخر ، ولا توجد بصمة مطابقة لبصمة اخرى، وتلك هي عظمة خلق الله.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو