السبت 2024-12-14 10:27 ص
 

الجميع في غرفة الانتظار

11:36 ص

ادى شعور خالد مشعل بالمأزق الذي اوقع فيه حماس، نتيجة لمتغيرات عميقة في المنطقة، الى محاولة نقل مركز عملياته من القاهرة الى تركيا، ثم محاولة فتح نافذة الى طهران، بعد مغادرة سوريا والانضمام الى اخوان مصر .اضافة اعلان

نعرف ان مجموعات من حماس غزة بقيت تمسك العصا من منتصفها في علاقتها بطهران وكانت تتلقى معونات مالية ولو اقل من المعتاد لكن خالد مشعل حرق السفن، وصار في القاهرة اكبر من العمل مع المخابرات المصرية، صار يقابل الرئيس مرسي، ويجتمع بدار المرشد، وصار يطلق هجوما اعلاميا خاصا على نظام الاسد، متناغما في ذلك مع دعوات الشيخ القرضاوي المذهبية.
الان تغيرت مصر والدوحة صارت لها حسابات مختلفة، وتركيا لا تنوب عن الثقل المصري .
- إذن؟
- إذن تحاول مع طهران، وكان له ذلك، فطهران مهتمة جدا بحماس، ليس من اجل تحرير فلسطين، وإنما لتعطي دعوتها الشيعية غطاء سنيا، فتكون دعوة اسلامية ثورية.
لكن طهران فتحت النافذة لخالد مشعل لكنها نصحته بالذهاب اولا الى دمشق.
وهنا يكمن مأزق مشعل، والى حد ما مأزق قيادته لحماس، فهناك من هم في داخل غزة من يدفعون ثمن المأزق في إكمال حصارها باغلاق الانفاق كلياً، وفتح منفذ رفح احيانا، وحسب حسابات امنية لحملة تطهير سيناء من المسلحين والسلاح، وهناك من هم في خارج غزة من المكتب السياسي من لا يجد في تحركات مشعل المتسارعة حجما سياسيا يلائم حركة كحماس، تستند عقائديا الى الاخوان المسلمين، لكنها كانت تستعمل الاخوان في اتجاه المقاومة ومجابهة الاحتلال.
وعندنا في الاردن نموذج صارخ لتداخل علاقات حماس، بقيادات اخوانية تجد نفسها جزءا من حماس، وليس جزءا حزبيا من جماعة الاخوان في الاردن، وهي مجموعة ما اصطلح عليه هنا «بالصقور».
مشعل الان مدعو الى الذهاب لدمشق، ودمشق تطالبه بالاعتذار، وتتهمه بان جماعات من حماس كانت تشارك وتدرب كتائب الاخوان السوريين، وخاصة في منطقة حمص، كما ان دمشق تتبنى اتهامات الجبهة الشعبية – القيادة العامة بان مجموعاتها كانت تقاتل الجيش السوري في المخيمات حول دمشق وفي حمص.
فهل يعتذر مشعل؟ وكيف؟ ثم ما هو الثمن المطلوب دفعه قبل أخذ «براءة الذمة» الى طهران، وعودة ذهب المعز وسيفه الى غزة؟
كثيرون يحبون الان الانتظار في معرفة ما يمكن ان يحدث في المنطقة العربية، ريثما تنتهي مرحلة اختبار لغة التخاطب بين واشنطن وطهران، وبين واشنطن وموسكو والسعودية.
- مصر تنتظر
- وسوريا تنتظر
- وحماس تنتظر
- ومحمود عباس ينتظر
- ونتنياهو ينتظر
وما نزال حتى الان نحاول التسمع على لغة التخاطب او قراءة الشفاه، فالمنطقة فقدت السيطرة على مصائرها.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة