-1-
في أكثر الظروف التي تمر بها الأمة حلكة، ينتفض الشارع العربي في موطنه والمهجر ويستنفر انتصارا للقدس، وقد كنا نظن أن هذا الشارع دخل في سبات أهل الكهف، فمنذ ثورات الربيع العربي لم نر مثل هذا الزخم الجماهيري والنزول إلى الشارع على هذا النحو، هذا ينفي مقولة أن الشعوب تموت، هي قد تهدأ، ولكنها تغلي بصمت، حتى إذا جاءت لحظة الانفجار التي لا يعرف موعدها أحد، بدأ المحللون والكتاب والراصدون في أجهزة الرصد والبحث، بالضرب في استعراض سيناريوهاتهم وتوقعاتهم!
-2-
في الغرف المغلقة، وخلف ستار كثيف من السرية، بدأ كثير من أصحاب القرار في النظام العربي الرسمي بعقد اجتماعاتهم وإجراء اتصالاتهم، فهم مشغولون بما هو أهم من القدس والأقصى والشعوب وهمومها، ما يهمهم بالطبع أن تبقى تشخر في سباتها العميق على «الكنبة» ولديهم أجنداتهم الخاصة
-3-
لو تسنى للجمهور أن يطلع على ما يجري خلف الأبواب المغلقة لهاله الأمر، ولتفجر غضبا، ولكن «الإعلام» يتكفل بما يجب الإعلام والإعلان عنه، وما يجب التعتيم الكثيف عليه، إلى أن جاءت تلك العملية الفدائية التي قام بها ثلاثة «محمد جبارين» ليس لتلقي حجرا في البركة الآسنة الراكدة، بل لتخلط الأوراق، وتقلب الطاولة على رؤوس التآمر والتزاطؤ وعقد الصفقات والمكر بليل، وزاد من تفاقم الوضع المعالجة الأمنية الخشنة للاحتلال الصهيوني، المسكون بهاجس أنه هو صاحب القرار والحق في «تنظيم» أمور الأقصى الشريف، باعتباره جزءا من «عاصمته الموحدة!» وهي ليست كذلك، فما هي بعاصمة ولا موحدة، وهو ليست صاحب القرار الأوحد في تلك المساحة البالغة 144 دونما مع عشرات المباني و10 ملايين زائر في كل سنة، فثمة قلوب تحرس المكان، ورموش تذب عنها الذباب الأزرق، حتى وإن بدا أن عسكر الصهاينة هو الآمر الناهي، فما جرى يوم الجمعة العظيمة، وما سبقها، في القدس وعدد لا بأس به من عوام الأرض، يؤكد أن السيادة الحقيقية لتلك القلوب، وهي التي تقرر متى «تنبض» دفاعا عن قبلتها الأولى، وتحت آخر كلمتين ضعوا مليون خط أحمر، فما حرك جماهير العرب، ومن يناصرهم من العجم سواء من ابناء دينهم، أو المتعاطفين معهم، هو هذه القِبلة، ببعدها الإيماني الديني البحت، وثبت المرة تلو الأخرى أن هناك ثلاثة أمور جوهرية تحرك الجماهير، وتدفع بها إلى الشارع: الدين، الجوع، الحرية، وهي مرتبة حسب فاعليتها، ولهذا يتم تخدير الناس بإبر مهدئة في الموضوعات الثلاثة، حتى إذا فقدت هذه الإبر فاعليتها انتفض الشارع، وفاضت الطرقات بالغضبى!
-4-
سيتم على نحو أو آخر احتواء غضب الشارع، وقد تنجح هذه الجهود وقد لا، ولكن الأهم أن قلب الشارع لم يزل ينبض بالحياة، وإن كان قابلا للتخدير بعد، والمسألة في المحصلة مسألة وقت، وكل شيء سيتغير!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو