الأحد 2024-12-15 12:41 م
 

القدس .. السلام ليس بأي ثمن!

07:47 ص

الأردن يقاتل مع الفلسطينيين وحدهم معركة القدس, هذه حقيقة, ففي الوقت الذي كرس جهده على مدى
العقد الماضي لإعادة تموضع قضية فلسطين لتعود قضية العرب, كان هناك من يقود القضية في إتجاه
معاكس بتكريسها مجرد صراع إسرائيلي مع سكان فلسطينيين.

اضافة اعلان


الشمس لا تغطى بغربال, ويمكن بوضوح رؤية المواقف, وإن كانت القدس القبلة الأولى للمسلمين برمزيتها
الدينية والتاريخية, فصلت بين الخيط الأسود والأبيض فهي أيضا أسقطت الأقنعة التي كانت تتغطى تحت
هدف واحد لدول عربية وإسلامية, وهو السلام بأي ثمن بما يمهد لشرعنة العلاقات القائمة فعلا بين هذه الدول وإسرائيل, حتى لو كانت القضية الفلسطينية والقدس خارج مسرحها.


من تابع أمس الإحتفال المسيحي المهيب الذي رعاه جلالة الملك في موقع المغطس على مرمى حجر من القدس, لا يؤمن فقط بأن هذه القيادة هي مصدر إلهام وتوافق إسلامي مسيحي فحسب, بل تتكرس قناعته بأنها حامية المقدسات في المدينة العتيقة والجدار الصلب الذي يلوذ به الناس عندما يسعى الأخرون هدم كل الجدران.


على الأردن القيادة والشعب أن يعرفوا اليوم أنهم وحيدون مع أشقائهم الفلسطينيين في خندق التصدي لتهويد القدس, هذه هي الحالة كما نراها, وهذه هي الصورة كما هي عليه اليوم, لكن القضية هي حتما تخص الشعوب العربية مسلمين ومسيحيين وحركة الشعوب لا تتوقف فالقدس كانت وما تزال وستبقى العنوان الأول للمقدسات الإسلامية والمسيحية ومهد العرب ومنتهاهم.


موقف الهاشميين على مر التاريخ في شأن القدس لم يثر فقط حفيظة إسرائيل, بل كان لدى بعض العرب أيضا تحفظاتهم وإن كان جلالة الملك عبداالله الثاني يتوج بعض هذه المواقف اليوم ويكتم غيظه بألم على مشاعر الخذلان, فهو صوت لم ولن يتوقف عن المناداة بالقدس وفلسطين قضية مركزية ليس في الشرق الأوسط بل في العالم ويجب أن تبقى كذلك.

نعم لا يريد الأردن أن يبقى وحيدا في هذه المعركة لذلك فهو سعى لإخراجها من محيطها العربي الى العالم الإسلامي فجمعه في قمة كم كان ملحوظا فيها خيبة الأمل ليس من بياناتها بل في مستوى التمثيل وهو ما يعكس ليس تراجع مكانة القدس في أجندات العرب فحسب بل أزعم أنه يعكس مقدار الرضى عما يجري ويحاك ضدها.


القدس مسؤولية عربية وإسلامية ومسيحية ودولية والقرار الأميركي لن يغير الحقائق التاريخية، ولن يؤثر على الحقوق التاريخية والقانونية للفلسطينيين؛ ولكل مسلمي ومسيحيي العالم حتى لو غض بعض العرب الطرف.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة