الأمر ليس متعلقا فقط بحجم الإعلانات واتساع انتشارها، حتى إنها تحاصرك في كل مكان تفتح خلاله شاشتك، لتروج عن جمهورية تركيا وكيف أنها مستعدة، لأن تفتح أبوابها لتحقيق أحلامك. بل إن الأمر أصبح أكثر تعقيدا أو تشويشا إن صح التعبير، حين يتعلق برد الفعل الكبير تجاه تلك الإعلانات والتعامل معها بجدية شديدة!
في البداية كان الحديث حول الدراسة هناك أو قضاء إجازات في مناطق جغرافية شتى، على طول البلاد وعرضها، بكل ما تحويه من مشاهد ومناظر خلابة، تمكنت من التأثير على السائحين من الدول العربية والغربية كافة، إلى جانب ذكاء الصناعة السياحية، والذي تعامل مع مرجعيات وعقليات متباينة من زوار الجمهورية، وأقنعتها في العودة مرة أخرى.
اليوم، لا يكاد يمر أسبوع دون أن نسمع عن موضوع شراء العقارات والمساهمة في استثمارات تركية، عملت دعايتهم الممنهجة في نجاحها على نحو يدعو للإعجاب صراحة!
كثيرون ممن وثقوا بفكرة الحصول على الإقامة الدائمة في تركيا، هرعوا إلى الشواطئ الساحلية، أو البلدات الزراعية أو حتى في وسط المدن، للإطلاع تقريبا مجانا على فرص الشراء والاستثمار هناك، في حراك يومي حثيث من كافة الجنسيات العربية وأخرى من بعض الدول النامية.
وكعادة سؤال المؤامرة الذي يقفز في وجه مثل تلك التحركات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بدولة مثيرة للجدل سياسيا وعسكريا واقتصاديا، ما الذي يجري بحيث تفتح دولة مثل تركيا، تعاني على أكثر من مستوى من موضوع اللجوء، أراضيها وسماءها ومياهها لمهاجرين جدد من مختلف المنابت والأصول والأفكار والمستويات؟ وهل حقا تسعى هذه الدولة المثيرة للإعجاب في جماليات جغرافيتها، وخطابها السياسي المتمرد 'بالنسبة لكثيرين'، واقتصادها المفتوح على جميع الأفكار، أن تكون الجزء الثاني من الولايات المتحدة الأميركية، إنما بالنسخة التركية؟
العجيب في الأمر أن الإجابة على هذا التساؤل لا يعني من قريب أو من بعيد أحدا ممن أخذ زمام القرار، وتوجه إلى هناك! فمن الواضح جدا بأن 'الهاربين' إلى جنة تركيا يفعلون ذلك فرارا من جحيم هذا السؤال وأسئلة مشابهة. لا السياسة تعني لهم شيئا ولا الأجندات الفكرية والاجتماعية.
كل ما يسعون إليه هو التمكن من حيز عقاري ذي إطلالة جميلة ومساحة معقولة، وبحدود مالية مغرية جدا، بالمقارنة مع أسعار العقارات والأراضي في بلادهم الأصلية. وكل ذلك يلحقه الحق في إقامة دائمة إن رغب صاحب العقار في الحصول عليها، وفي العادة يرغب.
طبعا المستفيدون من هذا العرض المغري سواء ممن تملك أو استثمر هناك، هم في غالبيتهم من ذوي الدخول المتوسطة فما فوق، ذلك أن البلاد لم تفتح ذراعيها حتى الآن لأصحاب الدخول المحدودة تدعوهم فيها إلى العمل، حتى لو كانوا من المبدعين أو ذوي الخبرات أو المتفوقين. لكن وعلى هذه الطريقة التي تسير عليها، لا يستبعد شيء من هذا القبيل.
ونعود لنقول إنه لولا ممارسات 'التطفيش' غير المفهومة الممارسة على أصحاب العقول والأحلام والأفكار من شباب عربي يعاني من غياب العدالة في توزيع الفرص التعليمية والتوظيفية والاستثمارية، والتي كانت سببا مباشرا في ستينيات وسبعينيات القرن الفائت لتهجير أجدادهم إلى دول ما وراء البحار، لما استطاعت دولة مثل تركيا أن تحصد هذا الإعجاب يليه بعد ذلك الولاء لها. هذا المشهد الذي بدأ مبكرا جدا عبر الدعاية للجمهورية من خلال أعمال درامية روجت للطبيعة الخلابة وللعلاقات الجميلة والموائد فاتحة للشهية، ها هو يستمر بهدوء وروية ويحصد ثماره طواعية، مرة من قبل المتابعين للمسلسلات وأخرى من قبل المهاجرين إليها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو