الخميس 2024-12-12 06:33 م
 

بين جمعة والأسواني ويوسف!

01:04 ص

ما ?م?ّز الشر?ط المصّور- الفض?حة لمفتي جمھور?ة مصر السابق، علي جمعة، ھو مستوى السفور الذي وصل إل?ھ في 'شرعنة' القتلاضافة اعلان

وا?عتقال واستخدام القوة المسلّحة، بما فاق حتى 'فقھاء النظام السوري'، من أمثال البوطي وأحمد حسون.
خ?ل الثورة المصر?ة، استخدم نظام مبارك النخبة ا?ع?م?ة والمؤسسة الد?ن?ة الرسم?ة، ومعھما دعاة د?ن?ون، ونخبة من المثقف?ن والكتّاب،
?دانة ا?حتجاجات السلم?ة، وتجر?مھا وتحر?مھا. ثم كانت المفارقة بعد نجاح الثورة مباشرةً، بأن انقلبت ھذه الشخص?ات نفسھا على كل ما
كانت تقولھ سابقاً؛ فلبست ثوب الثورة والثور?ة، وأصبحت تتحدث عن'العھد البائد'، وكأنّھا كانت من ألّد خصومھ ومناوئ?ھ! ثم بعد ا?نق?ب
العسكري، عادت ھذه النخب لممارسة اللعبة نفسھا، من دون أن ?رّف لھا جفن!
ل?سف، انضم إلى أولئك مجموعة من المثقف?ن وا?ع?م??ن، ممن كانوا ?قفون ضد الرئ?س مبارك، وأسھموا في ھدم الصروح الثقاف?ة
وا?ع?م?ة ل?ستبداد، من خ?ل مقا?تھم وأعمالھم الجر?ئة، مثل ا?د?ب ع?ء ا?سواني، وبعض ا?ع?م??ن والمثقف?ن؛ إ?ّ أّن صدامھم مع
ا?س?م??ن دفعھم إلى تأ??د ا?نق?ب العسكري على الرئ?س محمد مرسي ومنحھ 'الغطاء الثوري'، كما حدث مع المخرج خالد ?وسف، الذي
لعب دوراً كب?راً مؤخراً في الدفاع عن ا?نق?ب وتسو?غھ، ثم الدفاع عن عبدالفتاح الس?سي عقب تسرب الشر?ط الذي ?طلب ف?ھ الجنرال من
ا?ع?م??ن تدش?ن حملة لتحص?نھ دستور?اً!
بالضرورة، أسھمت ممارسات ا?خوان خ?ل المرحلة ا?نتقال?ة ا?ولى في ھذا التحول لدى المثقف?ن، وتحد?داً ذوي ا?تجاھات ال?سار?ة
والل?برال?ة، ممن كانوا ?ؤ?ّدون سابقاً 'الجماعة' في مواجھة مبارك، و?دافعون عن ضرورة إدماجھا، ثم لما جاء ا?خوان إلى الحكم، تصادموا
معاً!
ھل السبب أّن ھذه النخب وجدت الطر?ق مغلقة أمامھا مع حكم ا?خوان المسلم?ن والسلف??ن الذ?ن استحوذوا على 'كعكة' الثورة، با?ضافة
إلى ھواجس ھذه النخب من حكم ا?س?م??ن، سواء كانت ھواجس مضّخمة أم حق?ق?ة، من أن ?ؤدي إلى تق??د الحر?ات و?تضارب مع ما
تؤمن بھ من ق?م وتتبنّاه من مواقف ثقاف?ة وأخ?ق?ة تتناقض مع رؤ?ة ا?س?م??ن؟ كل ذلك ممكن على صع?د تفس?ر التحول والموقف العدائي
الشرس تجاه ا?خوان المسلم?ن!
لكن ما ? ?مكن تبر?ره لمن وقفوا ضد استبداد نظام مبارك، مثل خالد ?وسف وا?سواني وعمرو الشوبكي وغ?رھم، ھو أن ?سھموا ال?وم في
ترم?م النظام القد?م وإعادة تصن?ع 'الصنم?ة الس?اس?ة' التي تتمثّل في محاو?ت تنص?ب الس?سي بوصفھ 'زع?ماً تار?خ?اً' عبر ا?دعاء
بـ'نصر وھمي' على'إرھاب مفترض' في ا?عتصامات السلم?ة في الم?اد?ن. وما ? ?مكن أن ?غفر لھم أخ?ق?اً وثقاف?اً ھو تبر?ر ھذا ا??غال
في سفك الدماء لكل من ?خالف ا?نق?ب وزبان?تھ، والمضي في تأث?ث الب?ت من جد?د ?ستقبال دكتاتور آخر!
ثمة مثقفون عارضوا ا?خوان، بص?بة وشراسة وحزم، خ?ل فترة الرئ?س محمد مرسي، وانتقدوا ا?خطاء التي وقعت ف?ھا 'الجماعة'.
لكنّھم عندما قرأوا مسار ا?نق?ب العسكري، وما س?فضي إل?ھ من إعادة تدش?ن الدكتاتور?ة وا?ستبداد، وما ?قف خلفھ من أجندة إقل?م?ة
وأخرى داخل?ة مرتبطة بالنظام السابق؛ حافظوا على مبادئھم ومواقفھم وق?مھم، فلم ?نخرطوا في مسلسل التزو?ر الذي حدث!
ومن ھؤ?ء من بّرر التدخل العسكري في البدا?ة، لكنھ عاد ?حقاً إلى رفض الخطوات التي تلت ذلك، ولم ?قبل أن ?برر سفك الدماء وقتل
ا?برباء، والمشاركة في الحملة الھست?ر?ة ا?ع?م?ة والس?اس?ة للقضاء على كل المخالف?ن وش?طنتھم. أما النخبة التي ما تزال تبّرر وتز?ّن
ما ?حدث بوصفھ استمراراً للمسار الد?مقراطي، ف? ?مكن تفس?ر موقفھا بأي حال من ا?حوال في س?اق الدفاع عن الد?مقراط?ة، بل ھو تحول
باتجاه ا?نخراط في نظام سلطوي مقبل، والدخول في ماك?نة التبر?ر والتسو?غ ل?ستبداد؛ فتنضم للنخبة القد?مة، بل وتنافسھا في ھذه 'المھمة
الجل?لة'!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة