تُدرك معظم النخبة السياسية على اختلاف تلاوينها ومواقعها انها مُنتج رسمي في حصيلة التحليل المنهجي، وانها لم تتقدم الى سلم المواقع الا بحظوة او رعاية رسمية بشكل من الاشكال، فسارعت بوعي غريزي الى انتاج الثنائيات داخل الحاضنة الاردنية كي تحافظ على مواقعها او تكون مؤهلة حسب مقاييس الثنائية لشغل مقعد على نظام الثنائية الذي تطور برعاية الحواضن السياسية الى نظام المحاصصة المُتوافق عليه بين ما نُسمّيهم تجاوزا النخبة الاردنية .
انتاج النخبة في بلادنا مرتبط بالحالة الرسمية التي تُعيد تأهيل الاشخاص تِبعا لمقتضيات اللحظة السياسية او الاجتماعية وبإستثناء زعامات العشائر الحقيقية، فإن النخبة منتج رسمي على الدوام ويتم ترشحيها وتقديمها وفق حسابات محلية على الاغلب قبل ان تتطور بعض النخبة بوصل علاقاتها مع خارج الجغرافيا المحلية وحتى العربية .
ثقافة الثنائية ابتداءً من ثنائية القهوة والشاي والدستور والرأي ’ سادت وتفاعلت عبر حوصلة الدولة ونظرية التطور وصولا الى المحاصصة الثنائية بين المكونات المُجتمعية، ورضي كل طرف بمغنمه مع تراشقات عندما تزداد حصة طرف على حساب الطرف الآخر، وظهرت تجليات المحاصصة الثنائية في كل تفاصيل الحياة المحلية وصولا الى الرياضة منذ ثمانينيات القرن الماضي وتم التحضير لها حتى في الدراما التفلزيونية بتعدد اللكنات وتعدد اغطية الرأس ومع تنامي ظاهرة الثنائية ودعمها كان رصيد المواطنة والتعابير السياسية في التمثيل يتراجع يوميا حتى وصل الى اعصاب المجتمع الحساسة وظهر الفيروس المُحصّن في الاحزاب والنقابات وباقي المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
انتاج النخبة عِبر معمل المحاصصة الثنائية اورثنا نخبة طارئة ثم تحولت هذه النخبة الى العمل على نظام “ الهايبرد “ فهي تسير في الفضاء العام بنظام المواطنة وتسير في فضائها الخاص او مناطقها المحلية على نظام المحاصصة والمظلومية وترهيب كل طرف من الطرف الآخر وكل ذلك جرى بدعم من الدولة حينا وبغضّ الطرف عنه احايين كثيرة، لأن محصلة تلك النخبة في النهاية ممسوكة بحكم طبيعة الانتاج وشهادة المنشأ .
فالاحزاب لم تنتج نخبة سياسية الا عبر بوابة البرلمان المحكوم بقواعد المرور الآمن عبر القانون المُفصّل على مقاس الثنائية في المحاصصة وكل التطويرات المطلوبة من “ النخبة “ على القانون تكبير حُصّة، وليس تعميق المواطنة وإعلاء شأن التمثيل السياسي، فدخلت الاحزاب ونخبتها في “ كوما “اجتماعية ومن المؤكد ان المجتمع الاردني لا يعرف اسماء الامناء العامين ولا يعرف قطعا اسماء القيادات الحزبية الا الذين يشاكسون ويسيرون عكس التيار لغايات الشهرة وتحقيق مكاسب المعرفة حسب قاعدة “ خالف تُعرف “ .
حركة النخبة المُتسقة مع حركة الدولة في استدامة ظروف وادوات انتاج النخبة هي العائق وهي الحاجز الذي تتكسر عليه امواج الحداثة السياسية وتطوير المجتمع والسماح بإنتاج نخبة جديدة خارجة من رحم مجتمعاتها حتى ولو لبست عناصر من النخبة الكلاسيكية لبوس الدمقرطة ومساعدة الجيل الجديد، فقد اظهرت حراكات الربيع العربي كيف قفزت الاحزاب والدولة على الجيل الجديد واجهضت احلامهم تارة بالترهيب من واقع الجوار وتارة بامتطاء ظهورهم للهتاف وتمرير الاجندات الحزبية .
استذكار المواطنة او مراجعة كتابها بعد كل “ كلاسيكو “ يؤكدان الثنائية مطلوبة كخيار استراتيجي لدى النخبة واوساط من الدولة تعتاش على الثنائية المُحاصصية،وباتت المراجعة على دورتين مثل امتحان التوجيهي، دورة صيفية في ذهاب الدوري الكروي واخرى شتوية في الاياب، ثم نعود الى غفوتنا، فالناس تنسى والاحتقان مستمر بحيث يكفي النخبة للوصول الى مواقعها المأمولة في البرلمان والحكومة، حتى بات الشطط سُلمّا للوصول الى البرلمان في دوائر متعددة وفي دورات متكررة .
الاستذكار لا يكفي لانتاج مواطنة حقيقية والمراجعة على دورتين صيفية وشتوية لا تزيل الاحتقان بل تُعمقه، والحل حسب هذه الطريقة يكون بتوزيع محاصصي لبطولة الدوري بحيث يرتاح كل فريق من الشحن العصبي والنفسي ويرتاح المجتمع فالدوري نحسمه هذا العام لفريق على وعد ان يكون الكأس للآخر في المرة القادمة .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو