الأحد 2024-12-15 06:56 ص
 

جنى جهاد!

07:53 ص

-1-
تغيرات كثيرة حدثت وتحدث على خارطة الصراع بين العرب واليهود، وعلى كل الصعد، رسميا وشعبيا، ومفاجآت لا تكف عن فرض وقائعها على هذا الصراع، حتى بات صعبا على أكثر المحللين التيقن من معرفة المسارات والمآلات الخاصة بهذا الصراع..

اضافة اعلان


لن نتحدث اليوم عما يجري في المشهد الرسمي العربي، وانقلاباته الدراماتيكية، فالإعلام العربي مليء بأبواق التسويق العبثي، والسماء تغص بأسراب الذباب الإلكتروني التي تبث سمومها في منصات الإعلام الجديد، دعونا نتحدث عما لا يسر هذا الذباب، عن قصة جنى جهاد التميمي، التي تصنفها دوائر صنع القرار الصهيوني بأنها خطر استراتيجي على أمن مشروعهم وكيانهم في فلسطين!


-2-
جنى جهاد تبلغ من العمر أحد عشر عامًا، وتوصف بأنها أصغر صحفية في العالم وتوثق جرائم الاحتلال في قرية النبي صالح. وهي القرية نفسها بالضفة الغربية المحتلة التي تنتمي إليها الأيقونة الفلسطينية الأخرى صاحبة الستة عشر ربيعا، عهد التميمي، التي تقبع حاليًا في سجون الاحتلال وتواجه محاكمة عسكرية بعدما صفعت جنديا محتلا انتهك باحة منزلها.


شاهدت أخيرا تقريرا متلفزا ومترجما للقناة العبرية الثانية يقول أن تقريرا سريا لوزارة الشؤون الإستراتيجية الصهيونية يصف طفلة فلسطينية من النبي صالح، تدرس في إحدى مدارس رام الله بالخطر الأمني القادم على «إسرائيل»، قائلا أن هذه الطفلة ستكون «عهد التميمي القادمة».


ويقول التقرير أن الفتاة جنى جهاد تتحدث الإنجليزية، وذات مظهر أوروبي ـ أمريكي، توثق منذ أربعة أعوام مقاومتها للاحتلال، وتبث تقاريرها الحية بالصوت والصورة عبر قناتها على فيبسوك، وتتلقفها كبريات الصحف العالمية، ويتسابق المراسلون الصحفيون على لقائها، بل إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبلها في قصره وكرمها، جنى هي البنت الوحيدة لأم وحيدة، وتصف نفسها بأصغر صحفية في العالم، وهذا صحيح؛ لأنها توثق منذ أربعة أعوام بأفلام وصور بحكم تواجدها قرب مواقع المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني، ويشير تقرير القناة اللعبرية إلى أن موقع سكنها في الخط الأول لساحة المواجهات في الضفة الغربية جعلها ليست بحاجة لبذل مجهود، إذ تأتي المواجهات إليها، ومن هناك تبث للعالم عبر الهاتف النقال ما يجري، بلغة انجليزية فصيحة!


جنى تكمل رسالة ابنة عمها عهد التي تمر بمحنة صعبة الآن، حيث وجهت النيابة العسكرية الصهيونية 12 تهمة لعهد تتعلق بضرب الجنديين، بالإضافة إلى خمسة حوادث أخرى تشمل التحريض والتهديد ورشق الحجارة، ولم تزل ذاكرة المتابعين عامرة بمشهد عهد وقريبتها نور اقتربتا قبل أشهر، من جنديين يستندان إلى جدار عند مدخل منزلهما في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، وراحتا تدفعانهما قبل أن تقوما بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما، وهو المشهد الذي أثار صحافة العدو، وبدأت بالتحريض على عهد، حتى دفعت قوات الاحتلال لاعتقالها والتنكيل بأسرتها..


-3-
لا جنى ولا عهد، ولا قريبتهما نور، يستطعن تحرير فلسطين، ولكنها مفارقة لافتة أن تحقق طفلات بعمر الورد ما تعجز عن تحقيقه جحافل من الجيوش الجرارة !
جنى جهاد؟ هل لاحظتم الرمزية التي يحملها الاسم، والرسالة الكبرى التي يشتمل عليها؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة