الأحد 2024-12-15 02:25 ص
 

دعوة للعشاء

04:42 م

كلّما رآه ...أصرّ عليه أن يقبل دعوته للعشاء ... كان يرفض بأدب.. وذاك يصرّ بفجاجة ...تكرّرت الدعوة عدّة مرّات ... لم يستجب لأيٍّ منها ... فهو لايريد أن ( يُكلِّفه ) ... وذاك يصرّ بأن قبوله ( مَكْسب ) وأنه يجب أن يقبل حتى يقوم ( بواجبه ) ...كانت دعوة على العشاء وبإلحاح غريب ... فأراد صاحبنا أن يُلبّي الدعوة أخيراً.. ليرتاح فقط من تنطّع صاحب الدعوة وليكسبه شرف الزيارة ... أصر عليه أن يأتي للعشاء بمعدة فارغة ... لأنه يريده أن يأكل حتى ( يَنْصطِحْ ) ... صارت الساعة الثامنة مساءً ولم يأتِ العشاء ... زادت ساعة ... والعشاء « المُرتقب « لم يحضر ... صار يلتفت كثيراً للساعة ... ليلفتَ نظر « المضيف « بأن العزومة « زادت عن حدّها « ... ساعة أخرى .. ها قد حضر العشاء ... علبة سردين وحبة بندورة ... ورغيف ونص بايتات ... صُعِق صاحبنا ... فصاحب العزومة ( برجوازي ) ... وما هكذا تُكْرم الرجال ... وما هكذا تكون عزومة الإلحاح ....اضافة اعلان


كل دعوات الحكومات للحوار مع شعوبها هي على علبة سردين ... كلها تأتي بإلحاح منها والمضيف لا يُكرم ضيفه ... إذا أرادت الحكومات أن يكون الحوار دسماً و(مِدْهِنْ ) فيجب أن يكون العشاء دسماً و(مدهن أيضاً ) فلا حوار بدون مناسف أو كبسة أومقلوبة أو ملوخية بالأرانب أو سمك بلا حسك .... كل دعوات الإصلاح والتغيير لن تجدي ... إذا كانت الانتقال من الحمص إلى الفول ... أو منهما إلى الفلافل ....!!

نسيت أن أذكر لكم ... أن صديقي المعزوم أكد بأنه يشك في صلاحية علبة السردين ... لأن لها طعماً ورائحة ... غير الطعم والرائحة التي عهدها دائماً ....!!

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة