الجمعة 2024-12-13 08:57 ص
 

"ربيع عيد" يخطب في القمة

07:03 ص

ما قاله الشاب الفلسطيني 'ربيع عيد' لأوباما ' خلال لقائه في إسرائيل حوالي ألف طالب يهودي ' هو رسالة تتطلع إليها شعوبنا وتنتظرها، من رؤسائنا وحكامنا، إنها رسالة كان يجب على أوباما والإدارة الأمريكية والأوروبية فهمها. ربيع عيد قالها في حين عجزت عنها ألسنة ملايين السياسيين ومئات وزراء الخارجية وعشرات الزعماء الذين يجتمعون باسم جامعتنا العربية ليزيدونّا بُعْدًا ويُعَظِّمون فُرقتنا ، ويهمّشون واقعنا أمام المُنتظر والمتأمّل. الطالب الفلسطيني؛ أفهم أوباما أننا الشعب، وأننا لسنا كسياسيينّا، ولن تجد منّا المحاباة ولا المجاملة، وستجدنا، رغم كل هذه الهالة التي تحيط بك والارهاب الذي أحاطونا به قبل وأثناء اللقاء، ناطقين صادقين نقول لك: الحق وصاحبه واحد لا اثنين، نقول لك: إننا لا نقبل منك موقفا متحيزا. حسبناك تحمل غصن زيتون بيد وحمامة بيضاء بالأخرى، فخدعتنا وجئتنا بغير وجه، هكذا كان جواب الشاب 'ربيع'، لماذا جئت وماذا تحمل؟ هل لتُطَمْئِن اليهود على حسابنا وحقّنا، قالها صارخا: نحن هنا ولن تموت قضيتنا، قالها بصوت جلجل أسماع زعيم العالم: نحن أصحاب الأرض، نحن أصحاب الحق. تملكت 'ربيع' الجرأة النامية معه من الحق الذي يملكه، والحقيقة التي لا يمكن أن تجعل من المحتل صاحب حق، ولو امتلك القوة .! هكذا فهم أوباما صرخة 'ربيع' رغم مظاهر الحذر والترتيب والتنظيم الإسرائيلية العسكرية.اضافة اعلان

وبحرقة المظلوم الذي استوعبها الزعيم، فنّد 'ربيع' صك غفران أوباما لليهود، فجاءت الصرخة برقا ورعدا زلزلت أعماق الزعيم، علّه يُعيد حساباته وينسف كل تطميناته لإسرائيل، ويعيد النظر بهذه التسويات.
فالمسألة لا يمكن أن تبقى غالب ومغلوب، لأن السلام حقيقة، يحتاج لمن يفهم معناه، ويدرك حقه فيؤديه، وينفذ شروطه.
أصبت يا 'ربيع' لأن صوت المجد لفلسطين كان هو الصوت الأقوى، رغم قلة ناشديه، بينما سكرات الخوف المجلجل تطبق على الحضور، فجاء صوتك وحيدا، نعم؛ إنها الحقيقة التي لن تزول. أدرك أوباما ولو للحاظات أن بذرة الخير والحق لا يمكن أن تختفي.
فالانسان يموت وينتهي، والتاريخ يُحرّف ويزوّر، لكن الحق لا يمكن أن يزول، وسيعود لأصحابه ولو بعد حين، هكذا هو التاريخ . أدرك أوباما أن صوت الشاب قد فكك قيوده وحطمها، وهو صوت كل طفل وامرأة وشاب وعجوز، صوت كل عربي شريف من المحيط إلى الخليج العربي، وهو صوت كل مسلم رفع شعار الحق والقدس والأقصى الجريح .
'ليست لليهود' يا أوباما، جاءت مباشرة وصادقة وقوية، أقوى من خُطب كل الزعماء، وأعظم من مواقف الدول جميعها. 'ربيع' هو الذي قال لأوباما: أسلحتك قتلت داعية السلام الأمريكية راشيل كوري، إدارتك مَن قتلت أطفال غزة، وكل النساء والركع السجود، نعم؛ أدرك أوباما ما لدينا، وأدرك سؤالنا أين غصن الزيتون وأين الحمامة. ...آه إنها أحلام اليقظة، هكذا أوصل 'ربيع' الرسالة، رسالة للمؤتمرين في كنف الدوحة، فماذا إذًا بقي لشيخنا المعزب أدام الله عمره 'طويل العمر'، فإذا كانت فلسطين قد أُسقطت من أولويات العرب قبل الأمريكان، وأصبحت القضية السورية مجرد خيم وبطانيات، والتلاعب بالمعارضة، والشعب يموت بعضه ويشرد بعضه أمام أعين اللئام وهم يرون ضريبة الجيرة والأخوة يدفعها الأردني، رغم آلامه وحرقته، فماذا بقي لطويل العمر غير المطالبة بموقف موحد حول تثبيت انعقاد كأس العالم لعام 2022 في قطر، فمن السهل ان ينفع تأثير الدولارات.
دعونا نضع الفصل الأخير، المخرج يشير للنهاية . .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة