الأربعاء 2024-12-11 02:40 م
 

غزة مشنقة الحكومات الإسرائيلية

02:19 م

قطاع غزة الذي يُهدد بين الحين والأخر ويقصف أيضاً بين الحين والأخر من جانب المروحيات الإسرائيلية التي تبرر عملياتها في كل مرة بإنها تريد وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية, وفي كل مرة تضع أهدافاً لعمالياتها ولكن هذه الأهداف تبقى نقاطاً تُحدد دون جدوى ودون تحقيق ففي كل عدوان تتشابه إلى حدٍ كبير ولا يتحقق منها أيُ شيء وهذا دليل على فشل الحكومات الإسرائيلية في تحقيق مُبتغاها.

اضافة اعلان

نتذكر جميعاً كم سعى الإسرائيليين لاسترجاع شاليط بالقوة ولكن دون جدوى, إلى ان رضخوا لسفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية, على مر السنوات كانت حروب اسرائيل مع المقاومة ذات طابع سياسي فكل حكومة قبل رحيلها تحاول أن تستعرض القدرات العسكرية أملاً منها بمكاسب أنتخابية تجعلها في السلطة لسنواتٍ أطول وهذا ما يريد نتنياهو فعله اليوم, ولكن التاريخ يقول عكس ذلك فحروب اسرائيل الأخيرة عجلت بسقوط حكوماتها سقوطاً مُدوياً ففي كل مرة تزج اسرائيل نفسها في مشاكل داخلية على صعيد وجهات النظر بين الساسة والرأي العام إضافة إلى الجرائم التي ترتكبها اسرائيل والتي تجعل صورتها أكثر قتاةً مرةً بعد مرة.

إستراتيجياً فشلت إسرائيل في وقف صواريخ المقاومة فها هي القبة الحديدية تقف عاجزةً عن التصدي للمقاومة الفلسطينية وسياسياً ايضاً فإسرائيل وجدت نفسها وستجد نفسها مُجبرةً على التفاوض مع المقاومة في نهاية المطاف فهي لا تحقق اهدافها التي تشن من أجلها الهجمات على القطاع.

هناك الكثير ممن يعتقدون ان الألة العسكرية الإسرائيلية تحقق ما تصبوا اليه خاصةً عندما يشاهدون حجم الدمار وأعداد الشهداء جرّاء القصف الإسرائيلي لكن الواقع العملي مختلف كثيراً فالجميع يعلم ان إسرائيل ستقتل وستدمر ولكن في نهاية الأمر لن تُغير شيئاً وتجارب الماضي تثبت ذلك, إضافة إلى ذلك فالعدوان هذه المرة يواجه بمقاومة نوعية فتل أبيب اليوم باتت مستهدفه والاحياء الإسرائيلية في القدس ايضاً, إضافة إلى اسقاط الطائرات وتفجير السيارات العسكرية الإسرائيلية, كل هذه التطورات لم تكن متوقعة ولم يحسب نتنياهو لها أي حساب وهو الأن يجد نفسه وان تفوق في عنصر القوة العسكرية عالقاً في منتصف الطريق عاجز عن العودة فصورته ستلطخ امام مناصريه وعاجز ايضاً عن وقف صواريخ المقاومة التي تقدم له المفاجأة تلوَ الأخرى.

أن قطاع غزة مُحاصر منذ سنوات ولم تستطع اسرائيل ان تحقق ما تصبوا اليه فيه رغم هذا الحصار, ان ما حدث من تطورات يمكن ملاحظتها على الساحة الإسرائيلية فصافرات الإنذار باتت تصدح في كل مكان داخل الأراضي المحتلة وبات الإسرائيليون في الداخل جزءاً من المعادلة فلم يعودوا في مأمن فالأمر لم يعد يقتصر على المستوطنات القريبة من القطاع, وأمام هذه المعطيات نجد أن عدوان إسرائيل لم ولن يكون نزهة وقد يعصف بتحالفات نتنياهو الانتخابية في مهب الريح فالناخب الإسرائيلي يريد أمنه في المقام الأول فهو لم يعتد على ما يعيشه في هذه الأيام من لجوءٍ للطوابق الأرضية أو لإنابيب الصرف الصحي كما انه غير معتاد على سماع صافرات الإنذار الكفيلة في دب الذعر في صفوفهم, بقيَ أن أشير إلى ان النصر يتحقق في الحروب عندما ينجح أحد الطرفان في تحقيق اهدافه أي ان حجم الدمار ليس هو المقياس وإسرائيل إلى الأن تفشل في تحقيق أهدافها في حين أن المقاومة تثبت في كل مرة أن لديها ما ترد فيه على الأعتداءات الإسرائيلية.



زيد فهيم العطاري
0796771138
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة