.. فشروا! عمّان جميلة!

تقرير ما – وما أكثر التقارير – يقول إنّ عمّان هي ثالث أبشع مدينة على هذه الأرض!!. والتقرير لا يقول لماذا؟!.. ربما لأنه لم ينشر بكامله لكننا اعتدنا على الخلاصات المختصرة السريعة لنصدق أن عمّان بشعة، وأن باريس هي الأجمل. وأن أديس ابابا هي الأكثر ارتفاعاً بعد ليما.. وهكذا!!.اضافة اعلان

ونقول للتقرير، ونحن نعرف عمّان ومشاكلها: إن كاتبك أعمى، أو أن ذوقه الجمالي منخفض!!. فعمّان حلوة رغم عدم اكتمالها، ورغم أنها «ورشة» لا تتوقف. فنحن مثلاً نعيش على كتف غابة بلوط طبيعي، ويسكن حي الكمالية أناس من يطّا الخليل، وبدو السلط وخليط من عشاق الشجر والخضراء أولهم شهيدنا وصفي التل. فقد كان مسكوناً بالشجر!!.
ومع أن هذا الحي يمكن أن يكون جميلاً بكل المقاييس، لو أن الأمانة تحافظ على ملكيتها للشارع: وسعته وأرصفته وأبسط ارتدادات البناء وحق الجيرة. ولعل من المثير أن الأمانة لم تتنبه إلى اكمال ترقيم البيوت في الشارع الرئيسي. ولم تأخذ بالاعتبار وهي تشق الشارع في الأمكنة المرتفعة من الحي أن بقايا التراب الأبيض يسيل مع زخة المطر الأولى إلى الشارع والبيوت والحدائق!!.
.. حي الكمالية.. جار غابة البلوط، يمكن أن يكون جميلاً بأقل التكاليف، مع معرفتنا بأنّ معالي الأمين الجديد يأخذ الأولويات بالاعتبار في عمان الشرقية، ثم .. طبعاً في عمان الغربية. «فنحن بعاد».. في كمالية صويلح!!. ونحن متأكدون أن دورنا قادم بالقليل من الصبر!!.
عمّان بالنسبة لنا ولزوارها مدينة جميلة رغم أنف التقارير!!. فعمّان شهدت أخطر تفجيرات سكانية خلال عقود قصيرة، فليس سهلا أن تستوعب في أسابيع ثلث مليون عائد من الكويت وبعض دول الخليج. أو آلاف الأخوة العراقيين والسوريين، أو آلاف العمالة المنفلتة المصرية والآسيوية..
عمّان مدينة جميلة!!. فقد التقيت بسيدة أميركية في وجيتاه – اسم هندي – وكانت بعد كاس عصير التفاح الأول تبكي لأنها تحب عمان، ويزرعها زوجها الآن في هذا المكان الضائع!!. فعمّان تبقى في قلب أهلها، وفي قلوب زوارها سواء بسواء. فهذه كانت ربّات عمّون، وفيلادلفيا، ومدينة الماء لآلاف السنين .. وستبقى مدينة الحضارة، والحياة السعيدة!!.