الأحد 2024-12-15 05:47 م
 

فنون الجباية !

09:47 ص
يكتشف المواطن كلما اضطر لإنجاز معامة أو خدمة، بنودا مخفية تفرض عليه لتمويل الموازنة، لا أتحدث هنا عن ضريبة المبيعات ولا»فرق المحروقات»،أو «معدل ضريبة الدخل»وما يثارحوله من جدل، وغير ذلك رسوم وضرائب، وللإنصاف فإنه ليس الحكومة تنفرد في تحصيل الجباية، بل اكتشفت أن البنوك تتقاضى من»عملائها «مبلغ خمسة دنانير، مقابل استخراج أقصوصة ورق، تثبت أن «العميل» مدين للبنك - وليس صاحب رصيد -، بالاضافة الى فوائد القرض، وهو ما حدث معي قبل عدة أيام، وعليك مراجعة البنك أكثر من يوم، للحصول على وثيقة المديونية،وسط أزمات مرور خانقة وصعوبة إيجاد موقف سيارة!اضافة اعلان


والطريف أنه حتى «الشتوة»، التي اصطلح على تسمتها بـ «أيلول ذنبه مبلول»، هذا العام ،كانت الحكومة محظوظة بها لجمع المصاري! ففي ليلة الاول من تشرين الأول، ابتلت الأرض بشتوة «ناعمة»، وتحولت الشوارع في عمان الى ما يشبه الصابون! وأنا شخصيا لا أسرع بل أصبحت اعتبر قيادة السيارة «عقوبة»،تستنزف الأعصاب وترفع الضغط خاصة في عمان !

كنت عائدا الى المنزل بحدود الساعة الواحدة ليلا بعد «الشتوة» مباشرة، وفي ذهني ضرورة التنبه لـ «الزحاليق»، وفوجئت في مقطع من الطريق ،بما يقارب ستة حوادث سير،وقعت للتو في مسافة حوالي»100 «متر، تعددت أسبابها.. بين تصادم مباشر، واصطدام بالرصيف،والبعض «زحلق» لوحده وتوقفت سيارته بعكس السير، والمسرب ضيق أصلا، فحاولت تخفيف السرعة بلحسة بريك بسيطة، لكن السيارة تحولت الى ما يشبه طائرة تهوي من الجو، ويحاول» الكابتن» أن يكون السقوط «آمنا» قدر المستطاع ،بالهبوط على سطح الماء،أو على شارع أو مدرج!

كان همي الأول أن لا يقع ضحايا وأن لا أصدم شخصا..وكانت لحظات عصيبة، وقدر الله وما شاء فعل أصطدمت بسيارة من الخلف،كانت أصلا ضربت في رصيف الشارع وتوقفت، والحمد لله أن الخسائر كانت مادية، وهنأت الشخص الاخر بالسلامة، وانتظرنا حوالي ساعة ونصف حتى جاء رجل مرور وعمل «الكروكة»،رغم أنني عرضت على شريكي بالحادث بأن ننهي الموضوع بدون شرطة، والتزمت له بتصليح سيارته، علما أن سيارته أصيبت بضرر بسيط لكنه رفض! ورغم أن الضربة كانت من الخلف لكنه زعم بأنها تسببت بـ «جرح»سيارته من الامام ! وكانت الأضرار التي لحقت بسيارتي أضعاف ما لحق بسيارته.

لم يقع الحادث عن عمليات تشحيط، أو سرعة زائدة،أو استهتار ومخالفة أي من قواعد السير المعروفة، بل نتج عن ظرف رباني طارئ «شتوة» مفاجئة، شهدت عمان وربما مناطق أخرى ليلتها الكثير من الحوادث، التي أشغلت شرطة المرور بشكل استثنائي ،الى درجة أن رجل المرور الذي جاء لعمل «الكروكة»، أبلغنا عندما اتصلنا معه،أن علينا الانتظار لأنه مشغول بستة حوادث قبلنا!

الحادث أتاح لي فرصة لمعرفة المزيد، مما يفرض على المواطن من بنود جباية،

مثلاخمسة دنانير تدفع مباشرة رسم عمل»الكروكة»، وقيل لي أن هناك»46»دينارا بدل مخطط «كروكة»، تدفع عن تجديد ترخيص السيارة، وزيادة قيمة بوليصة التأمين بما يقارب «50» دينارا، بالاضافة الى مخالفة سير قيمتها كما علمت «30 » دينارا ، حيث قرر رجل المرور أن الحادث ناتج عن تتابع قريب،رغم أن المسافة التي كانت تفصلني عن الطرف الآخر تتجاوز «100» متر،لكن الشارع تحول الى «صابون» بسبب أول شتوة !

وبذلك تكون حصيلة»العقوبة «على هذا الحادث غير المتعمد، حوالي «125» دينارا.. الرقم تقريبي قد يزيد أو ينقص قليلا،علما أن الدولة لم تتكبد أي أضرار أو خسائر، بالاضافة الى ذلك بلغت كلفة تصليح السيارة، على نفقتي «185» دينارا لأن «التأمين ضد الغير»، ويكون إجمالي خسارتي حوالي «310» دنانير، والله المستعان!
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة