تروي القصّة أن أحد الرعاة فقد إحدى عنزاته ، وبدأ عملية البحث عنها ، وكان من البديهي التفكير في 'حرامية البلد' فقضيته محصوره فيهم، وعندما اقترب من بيت أحدهم ، شمّ رائحة لحم يُطبخ ، ولأنه يعرف حال 'الحرامي' أدرك أن التي تطبخ هي 'عنزته '.
فلم يتمالك نفسه ، وقام بطرق باب البيت إلى أن خرج عليه اللص المفترض ، وهنا سأله عن عنزه فقال له انه لم يرها ولا يعرف عنها شيئا بل أنه أصر عليه أن يدخل ليشاركهم طعام الغداء ، وهنا استجاب الراعي لدعوة 'الحرامي'، وعندما وضعوا أمامه الطعام وقطع اللحم تعتلي الخبز ، تماثلت الماعز السمراء بوجهها المحزن أمامه فلم يتمالك من الحزن نفسه ، فأقسم أن هذا هو لحم 'عنزهِ' السمراء ، فقال له 'ألحرامي صاحب الدار والوليمة' أنه واهم وان هذهِ ماعز اشتراها من سوق بعيد ، لكن الراعي يعرف ألحرامي ويعرف حاله المائل معرفة جيدة فليس لديه من النقود ما يكفي لشراء الماعز ، والاستدلال العقلي يشير إلى أنه هو من قام بسرقة تلك الماعز وذبحها، ولكن ما من دليل ...!
الاستدلال العقلي ينفع لإثبات أهم حقيقة في الوجود وهي ' وجود الله عز وجل ' ولكنه لا ينفع لإثبات أن من لا يملك شيئا صار يطبخ اللحم بين ليلة وضحاها ...!
لم يملك الراعي شيئا سوى أن يطلب منه أن يحلف يمينا بالله أن ما طبخه غداء ذلك اليوم ليس 'عنزه' ، وكان من عادة الناس الذهاب إلى مقامات الأنبياء لأداء القسم وكان أقرب مقام يبعد عنهم مسافة 10كم تقريبا ، وافق ألحرامي على أداء القسم ، وبالفعل بعد الغداء قاما بالسير مشيا على الأقدام إلى المقام المقصود.
وفي الطريق اقترح ألحرامي أن يستريحا قليلا تحت ظل شجرة زيتون وأشار بيده إلى شجرة تين، ضحك الراعي وقال ولكن هذهِ شجرة تين ، فقال ألحرامي بل هي شجرة زيتون وأقسم بالله العظيم على ذلك ... هنا وقف الراعي مشدوها وتأمل طويلا وجههُ وقال : لم تردعك مخافة الله من أن تقسم أن شجرة التين هي شجرة زيتون ، فهل ستردعك زيارتنا للمقام عن القسم أن ما طبخته كان عنزي؟!!! وعاد الراعي أدراجه طالبا العوض من الله.
لا أرقام واضحة وشفافة لدينا في الأردن عن رواتب الوزراء والنواب والمسئولين الحكوميين عموما لذلك سأفترض رقما فلكيا وهو 10 آلاف دينار شهري وهو بالمناسبة رقم يكفي لتوظيف 20 مهندس أو سبعة عشر طبيب أو 50 موظف بالحد الأدنى من الرواتب ومع هذا لو فرضنا أن عمر الوزير الوظيفي بهذا الراتب هو عشرين عاما لن يصل المجموع إلى ثلاثة ملايين دينار وسأفترض أن هذا المسؤول لا يأكل ولا يشرب ولا يصرف فلس من هذهِ الأموال ... فمن أين لكم هذهِ القصور وهذهِ الثروات ... أنا لا أملك دليل مادي واحد على أنكم 'لصوص'، لكن عنزي السمراء هي التي على موائدكم، وأنا حالي ليس كالراعي فأنا سأسترد بيديّ حقي منكم ...!
'ها كيف لعاد ..!'
قصي النسور
www.facebook.com/QUSAINSOUR
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو