الخميس 2024-12-12 06:29 م
 

كفانا جلدا بحكومتنا وبأنفسنا

10:10 ص

محمد الشواهين - حقيقة ان ثمة فئة غير قليلة من شعبنا باتت لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب كما نقول في امثالنا العامية ، وهذه الظاهرة تبدو بوضوح لدى تشكيل أي حكومة جديدة ، وكذلك في مناقشة منح الثقة او اقرار الميزانية ، وكأن هذه الحكومة او التي سبقتها تملك عصا سحرية وبضربة واحدة تنتهي بها كل مشاكلنا وتتحقق كل احلامنا الوردية . اضافة اعلان


لا أفهم سببا واحدا للطخ على هذه الحكومة وعلى رئيسها الذي تحدى الفساد والفاسدين طيلة خدمته في سلك الدولة ، وتحدى ان يكون قد استفاد بصورة غير شرعية حتى ولو بطابع بريد ، وشهدت له قيادتنا الهاشمية وشهد له الكثير من ابناء أمتنا الذين عاصروه او عرفوه عن قرب بالنزاهة ونظافة اليد ، وهو الذي لا يلهث وراء الشعبوية القاتلة ، لذلك هو الآن يقدم خدمة جليلة للوطن بمحاولاته المستمرة وقف نزيف الانفاق غير الرشيد ومعالجة تشوهات المديونية التي باتت ككرة الثلج تزداد وتكبر يوما بعد يوم لتثقل كاهل الوطن والمواطن ، وهو الرجل الذي لا يستطيع أحد المزاودة عليه وعلى اخلاصه في ولائه للقيادة وانتمائه لكل ذرة تراب من ثرى الأردن ، واصراره على تنفيذ خطوات اصلاحية لها مساس مباشر بالعدالة وتكافؤ الفرص .. لم يسبقه اليها غيره !! اذ تحدث عنها بكل صدق وشجاعة في الوقت التي كان يتحاشاها غيره .

افهم وأدرك ان ثمة كثيرون لا يريدون رفع الاسعار مهما حصل ، وانا شخصيا من الطبقة الكادحة التي لا تفرح برفع قيمة اية سلعة مهما كانت ، لأنها تؤثر تأثيرا مباشرا على جيوبنا الخاوية على عروشها ، في حين ان هناك اناس من ذوي الأجندات الخاصة غير الخافية على أحد ، سوف لا يتورعون عن توجيه التهم او الشتائم لي او لغيري من الكتاب الذين يقولون كلمة حق ولا يراد بها باطل ، وتهمة النفاق والوصولية والارتزاق جاهزة لديهم يوزعونها كيفما شاء وحيثما اتفق دون وازع من ضمير , وللحقيقة الناصعة ارجو ان يفهم هؤلاء المرجفين انني الآن لست موظفا في اي جهاز حكومي او مدني وليس لي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بدولة الرئيس أو أسرته، وليس لدي أدنى رغبة ولا طموح في العمل في أي وظيفة رسمية او غير رسمية مهما كانت بعد ان غزا الشيب كل المواقع في راسي عنوة .

في هذا السياق لا بد من التنويه الى الحقيقة المرة وهي ان الوضع الاقتصادي في بلدنا صعب للغاية وهذا كلام صحيح ،وان لدينا فساد وفاسدون وهذا ايضا كلام صحيح ، ولكن هل رئيس الحكومة هو السبب في الأزمة الإقتصادية العالمية ؟ وهل له علاقة بثقب الأوزون !! وهل قصر في واجباته خلافا لرؤساء الوزارات الذين سبقوه ؟ اذن لماذا نجلد انفسنا ونجلد غيرنا عن جهالة أو تنفيذا لمآرب شخصية أومصالح ضيقة قصيرة النظر ، فاقتصادنا كما يقول الخبراء في غرفة الإنعاش، ويحتاج الى كثير من الجراحات المؤلمة التي بدونها لا شفاء ولا تحسّن ولا نمو لاقتصاد ضعيف لا موارد له حتى ترفده ولا خزينة عامرة تسنده ، من هنا ينبغي علينا ان نلتفت الى العمل والانجاز وخدمة الوطن الذي نتباكى عليه صباح مساء ولا نقدم له شيئا الا الكلام الأجوف الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، فالأوطان لا تُبنى الا بالأفعال والسواعد القوية المخلصة .

الصبر طيب والفرج قريب بمشيئة الله ، ومن الأفضل فتح حوار هادئ مع الحكومة ومع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص الشريك الأول في التنمية ، كي نعمل جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا ، من اجل زيادة مواردنا وتخفيض نفقاتنا ووقف الهدر اينما وُجد ، فالواجب يقتضي منا ايضا ان نحافظ على وحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية ، وان نستخلص العبر مما يدور حولنا من ويلات وكوارث ، وبذلك تتحسن أوضاعنا ونخرج من أزماتنا وصولا الى بر الأمان ، تحت ظل هذه القيادة التي نذرت نفسها للتضحية والفداء من أجل الأردن وفلسطين والعروبة والاسلام .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة