مع كل حالة عدوان صهيوني على غزة او الضفة ، او اي حادث يتعلق بالممارسات الصهيونية داخل فلسطين ، يتوجه البعض بالاتهامات للاردن ، وتتحدث قوى سياسية عن الدولة وكأن الاردن هو من يمارس القتل والعدوان ، وتنكمش الجهات الرسمية لتمارس الدفاع والتبرير وكأننا في الاردن مساندون للاحتلال ولسنا الدولة العربية التي تقدم للاشقاء كل ما تملك وتستطيع.
ولعلنا ونحن في نهايات مسلسل العدوان الاخير بحاجة الى ان نتحدث بصراحة ووضوح ، وبخاصة في مواجهة البعض الذي يتطاول على كل الدولة سواء بالاتهامات التي لا تليق ووصف الحكومة بانها صهيونية او الاستعراض على حساب الدولة ، وكأن هؤلاء على خطوط النار والقتال وليسوا في بيوتهم وفللهم ومكاتبهم يخوضون حروب الاتهامات من وراء الميكروفونات ، لكنهم يستعملون مقاومة من يقاوم ودماء من يسقطون شهداء من اهل غزة ليكونوا نجوم الاعلام والشوارع والمهرجانات ، وبعضهم لم يخرج قرشا من جيبه ليدفعه الى اطفال غزة.
الدولة ليست بحاجة لحالة الدفاع ، ويجب ان يتوقف التبرير ، وواضح للجميع ان هناك تباينا بين اطراف تؤمن بعملية السلام واخرى ترفضها ، وحتى من يؤمن بها فليس بالضرورة ان يكون هذا ايمانا بأن العدو الصهيوني شريك حقيقي لكنها قناعات ضمن الامكانات والظروف ، وحتى حماس تمارس التهدئة مع اسرائيل وتوقف المقاومة سنوات لقناعات واولويات.
الاردن ليس دولة متهمة ، وليس دولة تحتاج للتبرير ، ووجود السفير الاردني في تل ابيب ليس وليد الساعة بل منذ مدة عشرين عاما ، وبالمناسبة فان السلطة الفلسطينية لم تقطع علاقاتها الامنية والسياسية مع اسرائيل خلال كل المراحل ، ويقي التنسيق الامني مع الاحتلال ، وحتى عندما كانت حماس داخل السلطة فانها وافقت على تفويض منظمة التحرير بالتفاوض ، وحتى اثناء العدوان الاخير فان السلطة لم تعلن موقفا بتجميد اوسلو ، والمفاوضات في القاهره تتم بشكل غير مباشر ، ولولا وجود حماس والجهاد في الوفد لكانت المفاوضات مباشره.
العدو الصهيوني قتل كل عوامل التفاؤل لدى معسكر السلام ، لكن من حق الدول حماية مصالحها ، وخلال العدوان على غزة عام 2012 يوم كان الاخوان المسلمين يحكمون مصر لم يقطع الاخوان علاقتهم كدولة مع اسرائيل ، ولعبت مصر دور الوسيط بين حماس واسرائيل ، وتركيا التي يحكمها حزب الاخوان المسلمين التركي لم يقطع علاقته باسرائيل منذ ان تولى الحكم قبل أكثر من ( 12 ) عاما ، وحتى خلال ازمة سفينة مرمرة لم تنقطع العلاقات ولم يتوقف التعاون العسكري ولا المناورات المشتركة ، وحتى خلال العدوان الاخير على غزة لم تقطع تركيا علاقاتها مع اسرائيل ولم تطرد السفير.
مع كل حدث على الارض الفلسطينية تجتهد الدولة بفعل كل ما يجب ، وهذا واجبنا ، لكن لماذا تبقى الجهات الرسمية مسكونة بحالة دفاع وتبرير ، وكأننا من يقصف غزة ، لكن هكذا هو قدر الاردن والاردنيين ان يبقى البعض في داخلنا يستغل دم الابرياء واجرام المعتدي في معارك الشعبية ومناكفة الدولة ، بينما لم نسمع من هؤلاء صوتا يطالب الرئيس المصري المعزول محمد مرسي باسقاط كامب ديفيد وطرد السفير الاسرائيلي ، بل ان الرئيس الاخواني وحكومته هما من ارسل سفيرا الى تل ابيب في تشرين اول 2012 قبل ان تعيد الاردن سفيره الى تل ابيب ، ما نقوله ليس حماسا لمعاهدة او سفير او قناعة بنهج العدو الصهيوني بل حماية لحق الدولة الاردنية.
الكثير من دول المنطقة بمن فيهم اصدقاء حماس في الاقليم على علاقة قوية مع اسرائيل ، فلماذا يكون الاردني متهما وهو الذي حمل اعباء لا تطيقها دول كبرى من القضية الفلسطينية بينما الاخرون هم المساندون رغم ان علاقاتهم بالمحتل قوية وربما يخططون معها لما هو قادم.
لسنا ملائكة لكننا دولة عربية تقف بصدق مع الاشقاء ، دولة بوجه واحد ولسان واحد ولسنا متعددي اللغات والوجوه ، اما كيان الاحتلال فليذهب الى الجحيم باجرامه وعدوانيته لكن المهم هو المصلحة الاردنية ودورنا في مساندة الاشقاء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو