الإثنين 2024-12-16 01:13 م
 

مرضى قلب وكلى بحاجة لمن يعيد لهم " الحياة "

05:00 م

الوكيل - عزالدين الناطور - ينتظر سليم خوري ابن الثالثة عشرة ' قلباً ' يعيد له الأمل مجدداً بمواصلة الحياة بشكل طبيعي ، فبحسب الاطباء المشرفين عليه في مستشفى الجامعة الأردنية سليم مصاب باعتلال توسعي في عضلة القلب يعمل بطاقة لا تتجاوز 25 بالمئة ما استدعى وضع اسم سليم بجانب 50 اسماً ينتظرون متبرعاً يعيد لهم الأمل بالحياة مجدداً . اضافة اعلان


إلا أن واقع التبرع بالاعضاء في الأردن جعل أهالي سليم يشعرون ' بالتخوف ' من أن لا يحصل ابنهم على قلب جديد ، وبخاصة أن اسمه يتذيل قائمة المنتظرين .

لا ثقافة تبرع

الإعلامي أحمد جميل شاكر ونائب رئيس الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء يرى أن المجتمع الأردني ما زال ' لا يملك ثقافة التبرع بالاعضاء ' وبخاصة التبرع بالقلب والكلى مع أننا خطونا خطوات كبيرة في مجال التبرع بالقرنيات .

فبحسب الشاكر استطاع الأردن خلال الثلاثين سنة الماضية أن يشجع أكثر من 4000 شخص على التبرع بقرنياتهم وسد حاجة مرضى الأردن ، إلا أنه في ذات الوقت يؤكد أننا ما زلنا نجهل ' قيمة ' التبرع بالقلب ومنحه لإنسان اخر .

ويرى الشاكر أن السبب في عدم التبرع بالقلب هو جهل المجتمع بمعنى الموت الدماغي أو الوفاة السريرية والتي تعتبر الحالة الوحيدة التي يصلح فيها الحصول على قلب من إنسان ، فهناك الكثير من الناس ما زال يعتقد أن من ' توفي سريرياً ' بإمكانة العودة للحياة ، وهو الذي لم يحصل ابداً .

ويضيف الشاكر أن الأردن يشهد ما يقارب ال800 حالة وفاة سريرية في الأردن لا يتم الاستفادة من اعضائهم إلا في حالات نادرة ، مبيناً أنه لو تبرع هولاء باعضائهم لساهموا في تخفيف معاناة مرضى القلب والكلى في المجتمع الأردني ومنحهم املاً جديداً في الحياة .

عمليات التبرع بالقلب في الأردن لم تتجاوز العشر حالات وكانت من قريب إلى اخر ، وكذلك أيضاً تشير الارقام الى تدني عمليات التبرع بالكلى في الأردن وهي التي تحصر بالاقارب فقط بحسب القانون الأردني منعاً لإنتشار الإتجار بها ، إلا أن هذا القانون أيضاً يحرم الكثيرين ممن يرغب بالتبرع .

صدقة جارية

دائرة الافتاء في المملكة تؤكد أن التبرع بالقرنيات والكلى والقلب هي صدقة جارية يؤجر صاحبها لكنها اشترطت أن يكون المتبرع في حالة موت دماغي وبخاصة في حالة التبرع بالكلى والقلب وترى الدائرة أن لهم في التبرع ثوابا عظيما وأجرا جزيلا لدورهم في حفظ حياة الآخرين ودفع الضررعنهم فمن 'أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا '

وتقف أيضاً الكنيسة الكاثولكية مع التبرع بالاعضاء فالاب رفعت بدر يرى أن تقدم وانتشار طب وجراحة وزراعة الاعضاء في هذه الأيام قد مكن من علاج أمراض كثيرة كادت تؤدي إلى الموت في وقت سابق ليس ببعيد، أو كانت على الأقل تؤدي إلى الإصابة بآلام مبرحة، هذه الخدمة للحياة البشرية من تبرع بالأعضاء بحد ذاتها تبين مدى القيمة الأخلاقية وتظهر شرعية الصورة الطبية.

دعهم يعيشون بك

السبب العاطفي هو الذي يمنع الاشخاص من المبادرة في التقدم بالتبرع بالاعضاء لغيرهم ، فالبعض يعتقد بأنه لا يجوز له أن يتصرف بحياة غيره ، لكن الطب يؤكد أن كُل المتوفين سريرياً لن يعودوا إلى الحياة ، لكنهم .. يملكون ما يكفي لكي يعيدوا الحياة والأمل لسليم وغيره .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة