عندما أصدر جلالة الملك توجيهاته للحكومة من أجل إجراء التعديلات الدستورية قال بأن هذه الاصلاحات ليست النهاية أي أن مسيرة الاصلاح ستبقى مستمرة لكن بطريقة عقلانية وغير متسرعة ومن هنا جاءت توجيهات جلالته بتعديل قانون محكمة أمن الدولة ليتلاءم مع النصوص الدستورية وبحيث ينحصر عملها في الجرائم الخمس التي على رأسها جرائم الارهاب.
الذين اعتقدوا أن الربيع الأردني قد انتهى لا يقرأون المستقبل جيدا ولا يعرفون بماذا يفكر الملك فالاصلاح السياسي مستمر وكذلك الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي ولن يتوقف هذا الاصلاح أبدا وقد جاءت توجيهات جلالته للحكومة لتعديل قانون محكمة أمن الدولة إثباتا على ما نقول.
فجلالة الملك مستمر بإجراء الاصلاحات بما يلبي طموحات الشعب الأردني فأمر بإجراء التعديلات الدستورية وكانت النتيجة أن أنشئت المحكمة الدستورية التي طالب بها الكثيرون كما أنشئت الهيئة المستقلة للانتخاب والتي أشرفت على الانتخابات النيابية والانتخابات البلدية وأدارت هذه الانتخابات بشكل ممتاز جدا وبشهادة عدد من منظمات حقوق الانسان العربية والعالمية وأنجز قانون الأحزاب وقانون الانتخاب.
إن القيادة الأردنية قيادة حكيمة وقد أثبتت ذلك عندما استطاعت أن تجعل من الأردن واحة أمنية وارفة الظلال وسط هذا البحر الهائج والمتلاطم الأمواج فإلى جوارنا يقع العراق الذي يشيع كل يوم عشرات القتلى نتيجة للسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية التي يقوم بها الارهابيون والمتطرفون وإلى شمالنا تقع سوريا التي تشهد قتالا مريرا بين قوات النظام ومسلحي المعارضة حيث يسقط كل يوم مئات القتلى والجرحى كما أننا اضطررنا إلى استقبال نحو مليون ونصف المليون لاجىء وهذه الموجات من النزوح ما زالت مستمرة وهذا العدد الهائل من اللاجئين السوريين يشكل عبئا كبيرا على موارد الدولة الشحيحة لكن الأردن بقيادته الحكيمة الشجاعة استطاع أن يستوعب هذا العدد الهائل من اللاجئين وأن يتعامل مع كل تبعاته المعيشية والأمنية. إضافة إلى ذلك فهذه إسرائيل تقف غرب النهر متربصة بنا وبإخوتنا الفلسطينيين وتعتدي كل يوم على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية وتحاول تغيير معالم القدس وإقامة المستوطنات لتفرض الأمر الواقع.
لقد قلبت ثورات الربيع العربي الموازين في عدد من الدول العربية وما زالت هذه الدول تعيش مخاضا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا صعبا وقد تحتاج إلى وقت طويل حتى تستقر أمورها وتعود إلى ما كانت عليه من استقرار لكن الأردن لم يمر في هذه المرحلة والحمد لله بفضل قيادته الحكيمة وقد استمر الحراك الشبابي والحزبي لمدة طويلة وتعاملت معه الأجهزة الأمنية تعاملا حضاريا ولم يسقط قتلى أو جرحى وكان المتظاهرون يهتفون هتافات ذات سقف مرتفع جدا ومع ذلك فقد عبروا عما يريدون وطالبوا بالإصلاح ومكافحة الفساد ولم يتعرضوا لأي ضغوطات تذكر.
هذا هو الأردن وهذه هي قيادته الواعية التي تستطيع استشراف المستقبل وتصر على الاصلاح رغم كل ما يبثه المشككون والمتشائمون من أفكار لا تصب في مصلحة الوطن.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو