تتسابق القوتان العظميان الولايات المتحدة ووكلائها خاصة قوات سوريا الديمقراطية وروسيا ومعها النظام السوري وايران ووكلائهم لانهاء المعركة في ديرالزور كل وفق استراتجيتيه ومخططاته ونفوذه ومصالحه وتختلط كل هذه العوامل بالوجه الجديد للازمة السورية الذي بدات ملامحه بالظهور مؤخرا وهو المتعلق بحرب النفوذ والمصالح الاستراتيجية على الارض السورية خاصة بعد ان لحقت الهزيمة الكبرى بداعش الارهابي وتم طرده من معقله الرئيسي في الرقة السورية عبر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في شرق سوريا بينما يقوم التحالف الذي تقوده روسيا بشن معركته الخاصة بالحرب على الارهاب في غرب سوريا وتولي مطاردة داعش في تلك المناطق اضافة الى محاولة اضعاف ما تبقى من المعارضة المسلحة او حصرها في مناطق خفض التوتر الاربع في جنوب سوريا ووسطها وشمالها وغربها الى حين ما يمكن ان تفضي اليه تلك المناطق في نهاية المطاف خصوصا بعد جولة استانا السابعة نهاية الشهر الجاري وجنيف التاسعة نهاية الشهر المقبل.
ولاجل تعزيز كل قوة والوكلاء او الحلفاء التابعين لها المكاسب واوراق التفاوض على الساحة السورية توطئة للتسوية الكبرى التي يجري الحديث عنها قبل نهاية هذا العام ، فان روسيا والتي منذ العام 2015 باتت صاحبة اليد العليا في سوريا والولايات المتحدة التي رضيت بل فوضت وتركت الفراغ لموسكو هذا الدور ، الا انها اي واشنطن لا تغفل مصالحها ولديها ما تقوله بشان الازمة السورية خصوصا لمنع عودة الارهاب وكذلك التصدي للاستراتيجية الايرانية في المنطقة والتي تعد سوريا احد اذرعها الرئيسية بالنسبة لطهران خصوصا لجهة ايصال الخط البري من طهران الى بيروت وكذلك الصراع المرتقب بين الولايات المتحدة والروس على مخزونات الطاقة ( النفط والغاز ) في سوريا والتي تعد منطقة دير الزور من المناطق الغنية والواعدة فيها وفي النهاية الكيفية والخريطة التي ستبدو عليها سوريا الجديدة بعد نهاية الحرب فيها.
المشهد في هذه المرحلة على الارض السورية يقول انه بفعل التدخل الروسي الحاسم فان النظام السوري قد استعاد اكثر من 56 بالمئة من الارض السورية وبسط سيطرته عليها خصوصا في غرب سوريا ووسطها وفي البادية السورية اضافة الى حلب في حين ان داعش الارهابي لم يعد يحكم السيطرة على اكثر من ثمانية بالمئة من الاراضي وهي مرشحة لاستعادتها خلال الفترة القريبة المقبلة ليخرج داعش من المشهد وقوات المعارضة السورية انحسرت على نحو 13 بالمئة من الاراضي فيما ان قوات سوريا الديمقراطية تحتل الموقع الثاني بعد النظام في السيطرة على الاراضي بنسبة تبلغ نحو 25 بالمئة فيما تتولى تركيا على طريقتها الخاصة التعامل مع جبهة تحرير الشام ( النصرة ) التي تسيطر على ادلب في شمال سوريا والتي تضم اكثر من مليوني مواطن سوري.
وفيما تقوم القوات الجو فضائية الروسية باسناد حاسم للجيش السوري مع قوات على الارض ومستشارين رفيعي المستوى وتقود الفيلق الخامس بشكل رئيسي في المعارك على الارض الى جانب القاعدة الجوية في حميم في اللاذقية والبحرية في طرطوس على الشاطيء السوري فان الولايات المتحدة نشرت كما تقول التقارير نحو عشر قواعد عسكرية في شمال شرق سوريا وان كانت بقوات نوعية وخبراء ومستشارين وليس اعدادا كبيرة لكن هذه القواعد تشكل اذرع الاستراتيجية الاميركية على الارض السورية والتي وجدت وعملت منذ العام 2014 تحت غطاء الحرب على الارهاب خصوصا ضد داعش الارهابي.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه الاحتمالات عن امكانية ان تضع الحرب السورية اوزارها في سوريا فان الانظار تتجه الى الخطوط التي ستقف عندها القوتين العظميين روسيا والولايات المتحدة على الارض السورية وكذلك حصص الوكلاء لكلا الطرفين خصوصا الفاعلين على الارض ، وهنا يمكن فهم السباق المحموم على معركة دير الزور ودفع كلا الطرفين بقواتهما الى الجبهات في الشرق والغرب من المدينة ففي حين تقدم الجيش السوري مع القوات الايرانية وحزب الله الى مركز المدينة وريفها الغربي اندفعت قوات سوريا الديقراطية الى الريف الشرقي ونقلت الزخم من الرقة الى دير الزور واستطاعت ان تصل الى حقل العمر النفطي الذي كان ينتج 30 الف برميل نفط يوميا اضافة الى مخزون الغاز الكبير في تلك المنطقة فضلا عن ان منطقة البوكمال التي يقع فيها المعبر الحدودي مع العراق سيشكل الوصول اليه نقطة استراتجية حاسمة بالنسبة لمصير الحرب السورية وهي ستقرر مع معركة القائم على الجانب العراقي من الحدود السورية ان كان الخط البري الايراني سيقطع خطوة جديدة ام ان الولايات المتحدة ستنجح بقطعة في هذه النقطة الاستراتيجية والحاسمة منه.
ربما تعول واشنطن بعد ان تضع الحرب السورية اوزارها اجلا ام عاجلا ، على انها ستلتقي في منتصف الطريق مع موسكو ، في ان كلا الطرفين يرغبان بسوريا جديدة تحفظ مصالحهما وكذلك الرغبة المشتركة المتنامية بان الاستراتيجيتين الاميركية والروسية ستلتقيان في نهاية المطاف على ان لا تقع سوريا تحت الهيمنة الايرانية المطلقة لا سيما أن الروس في هذه الايام يرفضون ويعرقلون خططا إيرانية لإنشاء قوة مذهبية دائمة في سوريا نواتها خمسة الاف مقاتل.
بلا شك ان نهاية معركة دير الزور ونتائجها ستكشف الخطوط النهائية للاستراتيجيات النهائية للقوى العظمى ومكانة وحدود نفوذ الحلفاء والوكلاء على الارض خاصة بعد نبرة متزايدة بانه بعد هزيمة داعش لم تعد هناك حاجة او مبرر للمليشيات أو الوكلاء على الارض السورية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو