الجلوس أمام شاشات التلفزيون وقراءة أخبار الصحف والتحليلات لم تعقد طقوسا تجلب الراحة وتطمئننا على ما يدور حولنا من تفاعلات وأحداث. فالعالم قد تغير كثيرا والأخبار لم تعد تنقل صورة الأحداث وتصف الواقع بل تحولت إلى أدوات سياسية وأيديولوجية واقتصادية ينتجها ويستخدمها المتنفذون وأصحاب المصالح لتلميع صورهم وإدامة نفوذهم وهيمنتهم.اضافة اعلان
الأسئلة التي تتوالد في عقولنا ونحن نتابع ما يدور في محيطنا والعالم تحتاج إلى إجابات شافية تمكننا من استيعاب الحوادث وفهم علاقاتها ومسبباتها ومآلاتها. الأفراد والجماعات في مختلف أرجاء الكون يذهبون إلى مرجعيات متعددة بحثا عن إجابات مقنعة لأسئلتهم وشكوكهم.
في المجتمعات الحديثة حيث التخصص وتقسيم العمل يلجأ الناس للإعلام بحثا عن المعرفة والأخبار والإجابات على الأسئلة التي تتولد في عقولهم.
في الأيام والأسابيع الأخيرة انشغلت البشرية بمواجهة أخطار أحد أكثر الأوبئة غموضا وفتكا. فبعدما اعتقد الإنسان أنه سيد الكون والمتحكم الأول بأحداثه وإيقاعه تعزز لدى الجميع الإحساس بمحدودية وعدم ملاءمة هذه القوة وجدواها في مواجهة العدو الميكروسكوبي الجديد والغامض الذي أصبح يهدد البشرية وإنجازاتها واقتصادها وعلاقاتها.
المتابع للمؤتمرات الصحفية التي يجريها الرؤساء والساسة والأخبار التي تنشرها الصحف والوكالات العالمية يصاب بالذهول لحجم التناقض والتباين بين ما يقال من قبل الأطراف المختلفة حول نفس الموضوع. في الولايات المتحدة لا يزال الرئيس ترامب يصر على أن الإجراءات التي قامت بها الإدارة الأميركية لمجابهة الجائحة العالمية خلاقة وناجحة وغير مسبوقة بالرغم من أن بلاده سجلت أعلى نسب في الإصابة والوفيات.
في معظم البلدان العربية التي ألمّ بها الوباء تزعم صحف ووكالات أنباء هذه الأقطار أن الإجراءات التي اتخذت من قبل بلدانهم كانت الأفضل والأنجح وأن العالم قد انبهر بها وطلب الوصفة التي طبقتها في حين تنفي مصادر أخرى صحة هذه الأرقام والادعاءات. في كل يوم تصدر قوائم جديدة تصنف دول العالم حسب جودة وفعالية الإجراءات. التصنيفات التي يجري تداولها متناقضة فالبعض يشير إلى دول تترنح تحت وقع الأزمة ويضعها في صدر قائمة الدول التي نجحت ويتجاهل أخرى استطاعت محاصرة الوباء وخفض نسب العدوى. الكثير من هذه المراكز والوكالات تستفيد من الفوضى الإعلامية لخلق انطباعات وأوهام لدى فئات وشرائح من الجمهور المؤيد لها.
الحقيقة التي نعرفها ونتواطؤ على قبولها أننا نتابع إعلاما لا يقدم لنا كل ما نحتاج أن نعرف. العديد من القضايا المهمة والتي تشغل الرأي العام خاضعة للحظر والتعتيم. والبعض يصرف جهدا كبيرا في الالتفاف على الحقائق وفبركة قصص وأخبار تخدم الصورة المتخيلة لمن يديرون المشهد ويتحكمون في مصائر الناس.
الصورة التي ترسمها الصحافة لنفسها والروايات التي يرويها الصحفيون لأنفسهم عن أنفسهم لا وجود لها إلا في الكتب والنظريات التي يجري تدريسها في كليات ومعاهد الإعلام. الكثير من الأسس والمبادئ التي يمتحن فيها طلبة الإعلام لا تبقى معهم طويلا. فالممارسة الإعلامية اليوم تتطلب معرفة ومهارات تختلف عما هو في الكتب وأخلاق المهنة.
مصالح الوكالة أو المؤسسة وخدمة المتنفذين وإرضاء الزبائن والرؤساء عوامل مهمة في تحديد مستقبل الصحفيين الجدد وقابليتهم للتقدم والترقي في المهنة، باستثناء القلة القليلة من المؤسسات التقليدية التي حافظت على القواعد والأخلاق التقليدية للمهنة، تعمل الكثير من الصحف والمحطات ووكالات الأنباء اليوم على إعادة تدريب وبرمجة العاملين ليؤدوا الأدوار والمهام التي تخدم فلسفة وغايات ومصالح المؤسسات المالية والتجارية أكثر من الالتزام بقواعد وأصول العمل المهني.
الأسئلة التي تتوالد في عقولنا ونحن نتابع ما يدور في محيطنا والعالم تحتاج إلى إجابات شافية تمكننا من استيعاب الحوادث وفهم علاقاتها ومسبباتها ومآلاتها. الأفراد والجماعات في مختلف أرجاء الكون يذهبون إلى مرجعيات متعددة بحثا عن إجابات مقنعة لأسئلتهم وشكوكهم.
في المجتمعات الحديثة حيث التخصص وتقسيم العمل يلجأ الناس للإعلام بحثا عن المعرفة والأخبار والإجابات على الأسئلة التي تتولد في عقولهم.
في الأيام والأسابيع الأخيرة انشغلت البشرية بمواجهة أخطار أحد أكثر الأوبئة غموضا وفتكا. فبعدما اعتقد الإنسان أنه سيد الكون والمتحكم الأول بأحداثه وإيقاعه تعزز لدى الجميع الإحساس بمحدودية وعدم ملاءمة هذه القوة وجدواها في مواجهة العدو الميكروسكوبي الجديد والغامض الذي أصبح يهدد البشرية وإنجازاتها واقتصادها وعلاقاتها.
المتابع للمؤتمرات الصحفية التي يجريها الرؤساء والساسة والأخبار التي تنشرها الصحف والوكالات العالمية يصاب بالذهول لحجم التناقض والتباين بين ما يقال من قبل الأطراف المختلفة حول نفس الموضوع. في الولايات المتحدة لا يزال الرئيس ترامب يصر على أن الإجراءات التي قامت بها الإدارة الأميركية لمجابهة الجائحة العالمية خلاقة وناجحة وغير مسبوقة بالرغم من أن بلاده سجلت أعلى نسب في الإصابة والوفيات.
في معظم البلدان العربية التي ألمّ بها الوباء تزعم صحف ووكالات أنباء هذه الأقطار أن الإجراءات التي اتخذت من قبل بلدانهم كانت الأفضل والأنجح وأن العالم قد انبهر بها وطلب الوصفة التي طبقتها في حين تنفي مصادر أخرى صحة هذه الأرقام والادعاءات. في كل يوم تصدر قوائم جديدة تصنف دول العالم حسب جودة وفعالية الإجراءات. التصنيفات التي يجري تداولها متناقضة فالبعض يشير إلى دول تترنح تحت وقع الأزمة ويضعها في صدر قائمة الدول التي نجحت ويتجاهل أخرى استطاعت محاصرة الوباء وخفض نسب العدوى. الكثير من هذه المراكز والوكالات تستفيد من الفوضى الإعلامية لخلق انطباعات وأوهام لدى فئات وشرائح من الجمهور المؤيد لها.
الحقيقة التي نعرفها ونتواطؤ على قبولها أننا نتابع إعلاما لا يقدم لنا كل ما نحتاج أن نعرف. العديد من القضايا المهمة والتي تشغل الرأي العام خاضعة للحظر والتعتيم. والبعض يصرف جهدا كبيرا في الالتفاف على الحقائق وفبركة قصص وأخبار تخدم الصورة المتخيلة لمن يديرون المشهد ويتحكمون في مصائر الناس.
الصورة التي ترسمها الصحافة لنفسها والروايات التي يرويها الصحفيون لأنفسهم عن أنفسهم لا وجود لها إلا في الكتب والنظريات التي يجري تدريسها في كليات ومعاهد الإعلام. الكثير من الأسس والمبادئ التي يمتحن فيها طلبة الإعلام لا تبقى معهم طويلا. فالممارسة الإعلامية اليوم تتطلب معرفة ومهارات تختلف عما هو في الكتب وأخلاق المهنة.
مصالح الوكالة أو المؤسسة وخدمة المتنفذين وإرضاء الزبائن والرؤساء عوامل مهمة في تحديد مستقبل الصحفيين الجدد وقابليتهم للتقدم والترقي في المهنة، باستثناء القلة القليلة من المؤسسات التقليدية التي حافظت على القواعد والأخلاق التقليدية للمهنة، تعمل الكثير من الصحف والمحطات ووكالات الأنباء اليوم على إعادة تدريب وبرمجة العاملين ليؤدوا الأدوار والمهام التي تخدم فلسفة وغايات ومصالح المؤسسات المالية والتجارية أكثر من الالتزام بقواعد وأصول العمل المهني.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي